فاصلة:
((ينبغي أن يكون للقانون سلطة على البشر وليس للبشر سلطة على القانون))
- حكمة يونانية -
((لأني امرأة أقبع في دائرة الخوف على مستقبلي وتظل مصالحي مهددة بيد رجل.
قبل أن أتزوج كان مستقبلي بيد أخي بعد وفاة والدي الذي إن لم أحقق له رغباته المادية فإنه لن يسمح لي بأمور حياتية عدة لا بد لي من موافقته عليها ولابد لي من مهادنته شئت أم أبيت.
ثم تزوجت وحسبت أن هذا الزوج سيقتسم معي طريق الحياة، لكنني اكتشفت جلاداً آخر إذا غضب هدد بإفشال مصالحي. والقوانين تعطيه هذا الحق.
يحسب الناس أنها ليست قضية أن تكون حرية تفاصيل مستقبلك بيد الآخر أعطاها لك أو منعها.
الرجل في بلادي لم تربه امرأة على تعنيف النساء بل منحته القوانين أكثر من سوط يجلد به واقعي ومستقبلي.
ولذلك أصبحت أنا والخوف رفيقين، حتى وإن لبست ألف قناع للأمان يظل هذا الرجل الذي اخترته زوجاً هو الذي يمتلك مفاتيح الأبواب المغلقة في حياتي، إن رضي امتلكتها وإن غضب امتلك رقبتي.
لم تخبرني أمي أن الارتباط برجل يعني أن يمتلك حتى قرارات حياتي، لم تخبرني أنه قادر أن يمنعني بسلطة الدين العرفي من زيارتي لهم، ويمنعني من الدراسة والعمل، ويظل يلوح لي بقائمة ممنوعات منحها له المجتمع والقوانين.
لم تخبرني أمي أن الرجل الذي تزوجت لا يشبه أبي، وأن حقوقاً مثل التعليم والعمل والتنقل إن مارستها فذلك لأنه سمح بها وليست لأنها حقوقي.
من علَّم الرجل أن المرأة ليست إنساناً من حقه أن يمارس حقوقه، لكنه مجتمع جعل المرأة مواطنة لا تستطيع أن تعيش في أمان إلا بموفقة الرجل ومباركته، فإن كانت محظوظة وكان الرجل إنساناً عاشت بسعادة، وإن كانت منحوسة فإن رجلاً بلا ضمير سوف يكتب الفصل الأخير من قصة حياتها كما تريد.
الزوج ربما يكون حكاية عابرة في حياتي تنتهي بالطلاق، لكن بلدي حكاية لا تنتهي أبداً، فكيف أصدق أنها تساعد الرجال على كسر إرادة النساء؟
لا يكون الأمر سهلاً حينما تتنهد النساء بأنهن تحت وصاية الرجال، فهؤلاء النساء هن من يصنعن الأجيال، فإذا شعرن بالظلم ومارست القوانين شرعية حرمانهن من حقوقهن حينها لن يستطعن أن يكن سوى طيور تخاف الفزاعات)).
** هذه ورقة من مذكرات امرأة غاضبة فاقبلوا حقها في التعبير عن غضبها لعله الحق الوحيد الذي تمارسه دون خوف.