في يناير عام 2005م أطفأ مُمثل إيطالي سيجارته على خشبة المسرح، وهو يؤدي دور البطولة في مسرحية (ميللر) الشهيرة، رغم أن المسرحية عُرضت 300 مرة قبل ذلك وهو يُدخن، ولكن امرأة من بين الحضور صاحت في وجه البطل (أطفئ السيجارة.. ولا تُخالف القانون)، كان ذلك مع أول حظر للتدخين في الأماكن المُغلقة في ايطاليا، العرض توقف 15 دقيقة، وعُرضت المسرحية لاحقاً - بعدما عُدل النص - ليظهر البطل في كل مرة (بلا سيجارة)!.
بعد عشر سنوات من هذه الحادثة، تدرس وزارة الصحة الايطالية - في يناير الحالي 2015م - قراراً بضبط (مشاهد التدخين في أفلام ومسلسلات الأكشن الايطالية) تمهيداً لمنعها بالكُلِية، المخرجون والمنتجون (الطليان) المنتفعون من (شركات التبغ) يناشدون ضد منع القرار، مُعتبرين أن الأفلام البوليسية التي تعتمد على المافيا ستكون سخيفة (بلا تدخين)، ولكن الوزارة مُصِّرة على الضبط ثم المنع، رافعة شعار يجب ألا نجعل التدخين (شيئاً لطيفاً) في عيون المشاهدين!.
بعض المحطات العربية حاولت منع التدخين في أعمالها التي تنتجها، لم تنجح الخطوة، وأصبحت مُعظم الشاشات العربية - لا تكترث - لوجود مشهد تدخين، ومن يُبرأ الشركات المُنتجة، من قبض الثمن من (شركات التبغ)؟!.
لا يُمكن الجزم بأنها (مشاهد بريئة)، مثلها مثل التحايل على منع الإعلان عن (مشروبات الطاقة) الذي بدأ يخرج بصور جديدة، خصوصاً إذا كان السيناريو لن يتأثر بحذف هذا المشهد، أو خروج المُمثل دون (سيجارة أو مشروب طاقة)!.
منع التدخين في المطارات كان قانوناً مُعطلاً في بلداننا، ولم يكن هناك من يصرخ في وجه (المُدخن) على طريقة المرأة الايطالية، ولكن عندما أردنا تفعيله أصبح (قانوناً نافذاً)، لنُصبح مثل بقية (مطارات العالم)!.
لا يكفي قرار منع (إعلانات التبغ) الصريحة والمُباشرة، المشاهد الدرامية هي الأخرى (برأيي) أكثر تأثيراً، وربما قبض ثمنها البعض؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.