لم يكن مفاجئًا لنا ولكل متابع للكرة السعودية خروج منتخبنا من الدور الأول في نهائيات أمم آسيا 2015 المقامة حاليًا في أستراليا، وحتى لو أحضرنا أعتى وأفضل وألمع مدربي العالم فلن يتمكن أحد منهم أن يصلح في أسبوعين ما أفسده اتحاد الكرة في السنوات الأخيرة..
خروجنا المخجل وخسارتنا المذلة من أوزبكستان بثلاثية قاصمة ومهينة ما هي إلا نهاية متوقعة لكوارثنا وتصرفاتنا ومشكلاتنا في وسط رياضي ضاج بالإساءات والاتهامات والغوغائية، واتحاد كرة وهن وضعيف يدار في كثير من قراراته ولجانه بالمحسوبية والنفوذ والفوضوية، لا وأزيدكم من الشعر بيت كان الوضع سيتجه إلى أسوأ مما نحن عليه اليوم لولا تدخل الرئيس العام الأمير عبد الله بن مساعد في مواقف لا تليق بسمعة ومكانة وقيمة المملكة العربية السعودية..
الآن وبعد أن زادت الأمور عن حدها وأصبحت كرتنا في دوامة مزعجة وخطيرة، ما الحل؟ في تقديري أن رئيس اتحاد الكرة الأستاذ الخلوق أحمد عيد مطالب بأسرع وقت وحفاظًا على تاريخه وتضحية منه لكرة وطنه التي خدمها لاعبًا واداريًا ورئيسًا في النادي الأهلي واتحاد الكرة، أن يبادر إلى تقديم استقالته، وخصوصًا أن الأوضاع في الاتحاد لا تساعده على العمل باتقان وأجواء صحية إضافة إلى أن مستقبلنا الكروي مرشح للمزيد من التدهور والانتقادات وكذلك الضغوط الإعلامية والجماهيرية التي تفوق قدراته ولا يملك الأدوات والظروف المعينة له على مواجهتها..
ألف كذبة وكذبة!
كتبت هنا قبل ثلاثة أسابيع تحت عنوان (من غسل مخهم؟) عن وجود تعبئة قديمة ومازالت تم التخطيط لها وهدفها ترسيخ نظرية الظلم والتآمر على أندية مقابل الدعم والدلال لنادٍ بعينه وهو الهلال، الأمر الذي جعل الكثير من القناعات باتجاه أحداث وقضايا تصاغ وفق ما يريده هذا التخطيط الخطير، ويستقبلها ويتقبلها الجمهور المغلوب على أمره وعقله على أنها حقيقة دامغة لا خلاف عليها..
يقول رئيس نادي الكوكب والإعلامي الحاضر الغائب الزميل دباس الدوسري في برنامج ليالي آسيا على القناة الرياضية السعودية: انتشر في تويتر كذبًا وبهتانًا أنني صرحت لإذاعة ufm عن استعدادي لأن أكون عامل نظافة في نادي الهلال، وهناك من كتب مقالات حول هذا التصريح الذي لا وجود له، المصيبة حينما تطلب ممن يردد ويروّج لهذا الكلام أي رابط أو تسجيل يثبت صحته يأتيك الرد: سمعته من أحدهم، قالوا في تويتر، كتبه الصحفي الفلاني في مقاله..!
قس على ما قاله دباس الكثير مما يثار ليس في اوساط البسطاء من الجماهير فحسب وإنما على ألسنة كبار وعقلاء ومتعلمين، وفي برامج تلفزيونية لا تجد في غالبيتها من يصححها أو يهتم في البحث عن أصلها وفصلها وصحتها أو العكس، كانت البداية كذبة فكبرت وانتشرت، ثم تبعتها كذبة أخرى وثالثة ورابعة وهكذا نمت وتعددت إلى أكاذيب إلى أن تحولت إلى معلومة أكيدة وحقيقة لا تقبل النقاش، لأنها وجدت البيئة التي تساعدها على ذلك والثقافة المتدنية التي تتعامل معها باقتناع تام ودون تدقيق أو تأكد من صحتها..
لاحظوا كيف اخترعوا وفبركوا كذبة دم ماجد عبد الله الملوث، وتأملوا حجم تداولها لدرجة أن هنالك اعلاميين ما زالوا يرددونها إما لجهل أو لمجرد إثبات أن ماجد كان يتعرض لحملات إعلامية لتدميره وتحطيم نجوميته، والغريب أن كثيرًا منهم يرددونها دون معرفة متى وكيف وأين ومن قالها؟ ومثلها مواقف وأحداث بما يشبه الأوهام أنتجت قصصًا وحكايات هي حديث اليوم، وهي التي تسببت في زوابع وصراعات واحتقان الوسط الرياضي، حتى الحقائق والأرقام قاتلوا من أجل طمس بعضها والتلاعب بالبعض الآخر...