ينظر الكثيرون للأرقام والنسب الإحصائية نظرة احترام خاصة، لكونها تضيف مصداقية للمادة الإعلامية، وبدونها يكون الإنشاء هو الغالب، والناس ملّوا من الإنشاء! ولكن:
- هل الأرقام صادقة دائماً؟! ألا يمكن أن تكون إنشائية أيضاً؟!
ربما، ولكن حين يحرص الجميع على تقديم المعلومات موثقة بالأرقام الحقيقية، فسنكون أمام ممارسة عامة ومقنعة، ليس هذا فحسب، بل إننا سنعتمد على هذه الأرقام والإحصاءات في قراءة الواقع، وفي علاج مشكلاته.
لقد كشفت المصادر الأمنية في المملكة عن انخفاض نسبة الجريمة في عدد من مدن المملكة، خاصة العاصمة الرياض بمعدل 40 في المائة، بعد الحملات الأمنية الميدانية التي نفذتها الأجهزة المعنية بوزارة الداخلية، بمشاركة عدد من الجهات المتخصصة في تعقب العمالة المخالفة، وتم ترحيل 164932 مخالفاً لنظام الإقامة خلال 81 يوماً. وكانت الحملة الأمنية الميدانية التي تواصل أعمالها منذ 446 يوماً من انتهاء الحملة التصحيحية التي وجه الملك بتحديدها وانتهت ببداية العام الماضي 1435هـ، حيث تم في العام الماضي ترحيل 722836 مخالفاً، وفي العام الحالي تعكف الأجهزة الأمنية على استكمال إجراءات ترحيل 20760 مخالفاً، فيما اعترضت الأجهزة الأمنية بحرس الحدود محاولة تسلل عبر الحدود لـ 49488 شخصاً.
هذه الأرقام تعطينا مؤشرات دقيقة للمشكلات التي نعاني منها، سواء في مجال مخالفة أنظمة الإقامة أو التستر أو التسلل، وكيف أنها وقود هائل للجريمة، ابتداء من التهريب والقتل، وحتى الغش التجاري وتقديم الأطعمة الفاسدة.
بدون مثل هذه الأرقام، لا نستطيع أن نشخص أمراض مجتمعنا ولا أن نعالجها.