عندما تسأل خبراء الرياضة في كل دول العالم:
كيف تتحقق المنجزات الرياضية؟؟.
مهما اختلفت إجاباتهم بين الموهبة, المنشآت المناسبة، الموارد المالية، المدربين المتميزين.
سوف تجدهم يتفقون على شيء واحد فقط هو العامل الرئيس لتحقيق أي منجز رياضي.. إنه: «السلوك»!!.
نمط حياة الرياضي خارج الملعب ينعكس إيجابياً أو سلبياً على الأداء في المنافسات، من أجل ذلك تسن الدول المتطورة رياضياً قوانين صارمة ضد أي تصرف غير أخلاقي يصدر من لاعبيها مهما كان حجمه ونجوميته.
أفضل رياضي في تاريخ العالم الحاصل على 22 ميدالية أولمبية، منها 18 ميدالية ذهبية السباح الأمريكي مايكل فيليبس صدر بحقه الإيقاف لماذا؟؟
(ألقت الشرطة القبض عليه بتهمة القيادة في حاله سُكْر, وتجاوزه السرعة القانونية حيث سجل رادار قياس السرعة أن سرعة السيارة بلغت 135 كيلومتراً في الساعة في منطقة لا تزيد السرعة المقررة فيها على 72 كيلومتراً في الساعة).
قرر الاتحاد الأميركي للسباحة إيقاف مايكل فيلبس لمدة 6 أشهر، وأنه لن يمثّل الولايات المتحدة في بطولة العالم للسباحة لعام 2015م، التي ستقام في روسيا في أغسطس المقبل!!.
يدرك الأمريكيون أن السباح العظيم سوف يحقق لهم العديد من الميداليات الذهبية في بطولة العالم القادمة، لكنهم يضحون بها من أجل الحفاظ على «ميثاق السلوك», درس علمي يبرهن لماذا هؤلاء هم أسياد العالم رياضياً؟.
وفي أستراليا اللجنة الأولمبية أعلنت لوائح جديدة صارمة لضمان انتهاج الرياضيين سلوكاً طيباً قبل اختيارهم لتمثيل البلاد بالكشف عن سجلهم الجنائي.
ولقد استبعد السباح نيك دارسي من تشكيلة الفريق الأسترالي للسباحة قبل دورة بكين الأولمبية بعد اتهامه من قبل الشرطة بالاعتداء على شخص في ملهى ليلي بسيدني.
لا يبقى إلا أن أقول:
لن تعود الرياضة السعودية لمجدها إلا بـ»ميثاق السلوك», في منتخبنا فوضى وانتهاك لكل القوانين بدون أي عقاب رادع, المشكلة ليست فقط إدارية أو فنية، بل بالعكس غياب «اللوائح» الرادعة لمن يخالف السلوك هو السبب الرئيس!!.
متى ما راقبنا سلوك لاعبينا خارج الملعب وعاقبنا من يخالف مهما كان حجمه ونجوميته سوف نعود لمجدنا ونصعد المنصات مرة أخرى.
* * هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك.. وشكراً لك.