نسأل الله العزاء لأنفسنا ولقيادتنا ولشعبنا ولأمتنا العربية والإسلامية في فقد ملك ولا كل الملوك، كما أعزي مؤسسة التعليم لدينا في فقد رائد وداعم التعليم الأول الملك عبد الله بن عبد العزيز. عندما تنظر إلى اهتمامات أبو متعب رحمه الله - وما أكثرها - فسنجد أن التعليم يأتي في مقدمتها بلا منازع. إن اهتمامه - رحمه الله - بالتعليم، ينبع أساساً من اهتمامه بالمواطن السعودي الذي يستهدف التعليم الارتقاء بمهاراته وتفكيره وإبداعاته، ليؤدي دوره المنتظر منه في بناء وطنه والمساهمة في تنميته وتقدمه. فكان - رحمه الله - في كل مرة يشعر أن التعليم لا يرقى إلى طموحاته يبحث عن قيادة جديدة تحقق للتعليم إنجازات أفضل، وقد كان لي شرف الالتقاء به - رحمه الله - ضمن فريق تعليمي عندما كان ولياً للعهد، وسمعت منه كمتخصص في التعليم، ما أثلج صدري وطمأنني بأنّ تعليمنا يجد دعماً سياسياً غير محدود. وقد تجسّد هذا التعليم لا حقاً في عدة أشياء، كان من أبرزها ما يلي: أولاً، تخصيص جزء كبير من الميزانية العامة لبلادنا للتعليم، وهذا الدعم التعليمي الكبير لا يتمتع به أي نظام تعليمي في المنطقة على الإطلاق، ثانياً، ابتعاث ما يزيد على مائة وخمسين مبتعثاً إلى أرقى الجامعات في الدول المتقدمة لدراسة أفضل التخصصات التي تحتاجها التنمية، وها نحن نقطف اليوم طلائع غرسه - رحمه الله - في هذا المشروع، ثالثاً، تبنيه لمشروع وطني واعد حمل اسمه وهو مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم، ولم يكتف بحمل المشروع لاسمه بل دعمه بمبالغ خرافية خارج ميزانيته السنوية.