لن يحمل مقالي ولو بعض ما في داخلي، فأسطر كلماتي تدمع من فجعة حلّت من فراقك، أعزي نفسي ووطني والشعب السعودي على رحيلك بكلمات نابعة من القلب، ففي يوم فضيل كيوم الجمعة كان الكل يتسابق لساعات هذا اليوم الفضيل بدعاء لأنفسهم، فقائمة الأمنيات لا تنتهي، لتشرق شمس ذلك اليوم بخبر جعل جميع من في هذا العالم حزيناً؛ صغيراً كان أم كبيراً؛ مسلماً أم غير ذلك، الكل أجمع وأحب شخصك وإنسانيتك، فنسينا أنفسنا وتوجهنا إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء لك في ذلك اليوم الفضيل، ودوماً لن ننساك من الدعاء، ندعوه مؤمنين بقضاء الله وقدره أن يجمعنا بملكنا والدنا وحبيبنا المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود «اللهم شفّع فيه نبينا ومصطفاك -صلى الله عليه وسلم-، واحشره تحت لوائه واسقه من يده الشريفة شربة هنيئة لا يظمأ بعدها أبداً».
المملكة تحاد حزناً على ملكها وسيدها، جعله الله في جنة الفردوس، سنحمل وصيتك في قلوبنا ولن ننساك من الدعاء، شعبك يدعو لك ليلاً ونهاراً؛ وفاءً لك ولكل أمل زرعته في أنفسهم، كنت قائداً وملكاً ونعم القدوة، وستظل ملكاً على عرش قلوبنا، اللهم أسكنه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
ستظل خالدة ملامحك الحنونة وابتسامتك التي لطالما عشقناها خلف الشاشات مع كلماتك وأفعالك التي ستضيء لك شعلة شرف في التاريخ، ستظل مع مر الأزمان خير من أنعم الله عليه كعبد مؤمن أن يسخره ويستعمله فيما فيه خير للعباد، وما كان نفعه متعدياً وما كان فيه مُساهمة في إدارة شؤون الدولة وتسيير أعمالها في مختلف المجالات.
تركت عظيم الأثر في الأمتين العربية والإسلامية لفقدنا لك أيها الأب والأخ والقائد والملك الذي رفع من شأن شعبه واحتضن همومهم وأوجاعهم ووعد ووفى بوعده الصادق، ودعناك رباً رحيماً نرجوه أن يغفر لك وينير قبرك، على ما قدمت لنا من حب كبير.
رحلت وائتمنتنا كما يأتمن الأب أبناءه بين أيدي آمنة لملكٍ ستجبر به أحزاننا، وسنكمل مسيرة ولائنا له كما فعل آباؤنا وأجدادنا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، اللهم أدم علينا نعمة الأمن والاستقرار واحفظ بلادنا من كيد العابثين.
قال الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً).