أكتب عنه لأنني عن كثب تعرفت على هذا القائد الإداري المحنك..
الإنسان بحكمة..
ذو الرأي الرشيد، والدأب الحيوي..
من يبدأ عمله كالساعة في تمامها السابعة صباحاً..
عرفت هذا حين قدر لي أن أكون في مناصب قيادية إدارية، وأكاديمية في جامعة الملك سعود لنحو أكثر من عقدين ونصف..، وفي واجهة إعلامية وثقافية نحواً من عقود جللها بانتباهته، ومتابعته، وحرصه، وأبوته..
عُرف سلمان بمهابته، وبحنوه..
بقيادته، وبأبوته..،
بثقافته ووعيه، وحزمه، وصدقه..
فأول ما أستفتح يومي أجده يشرق بمتابعة دقيقة من «أمير الرياض» حين يبلغه أمر، أو يرغب هو في توطيد أمر،..
وكانت الأمور التي يتبناها سلمان، ويستيقظ مفكراً فيها، راعياً لها هي كل ما كان منها يتعلق بتوفير ما يساعد على تنفيذ العملية التعليمية للطالبات في الجامعة من جهة، ويوفر السبل لها، ومنها يضع في أول اهتمامه كفاءة عضو هيئة التدريس، إذ كان ينصت باهتمام لشؤون الطالبات، وأعضاء هيئة التدريس ممن يلجأن لمقامه، أو يحاط هو به، فيتجلى، ويوجه برأيه تارة، وبقراره تارة..
وكان يتم ذلك لضخ سيرورة العمل الأكاديمي، وشؤون المنتميات له طالبات، وعناصر أخرى من خلال دوره كعالم بالعثرات، وقادر على تذويبها..
تماماً كانت الجامعة والوسيلة الإعلامية والقناة الأدبية والثقافية في أوليات اهتمامه، وهي عنده جزء من الوطن، والرياض وطنه الأكبر..، والمختصر للوطن الأكبر الذي في قلبه، وفكره، وعمله...
ولقد اتسم سلمان بتنظيم الوقت وجعله محتوى للعمل، وبوتقة للتنفيذ..، وهو في إدارته المنتَج الذي يهدف منه تحقيق المردود الفعلي، المؤثر سواء في قاعة درس، أو مجلس نقاش، أو طاولة حوار، أو نهر صحيفة، بكل مضامين ما يُكتب، وما يُعلَّم، وما يوفر الحق للكل بما يستحق الفرد من وجود بيئة يمارس فيها الذي يتعلم، والذي يُعلم، والذي يكتب، والذي يدير..
حتى الطفل المعاق، والمصاب، والمريض، والمحكوم عليه، والمتعثر في رفع مظلمة، والحدث في براثن جهالته، والمرأة الواقعة في ظلم عائل، والفتاة الضحية للعادات السالبة كل أولئك كانوا ضمن أجندة سلمان بن عبدالعزيز منذ يفتتح عمله، وحتى ينهيه كآخر من يغادر مكتبه.. بل حتى وهو في طريقه خارجاً عنه، أو قادماً إليه، لم يكن يتأخر عن الإجابة في طارئ، أو التواصل مع ما بين يديه من أمر..،
إذ لمست ذلك حين كنت في واجهة تقصدني فيها كل من لها قضية فيكون حلها عند سلمان في سلاسة ويسر ما عهدته في قائد مثله يجيب على الفور، ويستجيب بكل أريحية..
كذلك هو دافع قوي لحماس الطموح العامل في أية منجزة داخل الرياض..، وفي أولها اهتمامه بالعلم، والأدب، والإعلام.. فكم شارك، وكم حفز، وكم ناقش، وكم عارض، وكم اتفق، وكم له من أدوار في دافعية عمل المرأة في الإعلام، إذ كان أول من بارك لي شخصياً إدارة تحرير جريدة الرياض..، بل هو ذواقة للأساليب الإبداعية، وذو لماحية وحس شاعري..
كل هذا يعرفه عنه من تعامل معه مباشرة، أو من كان في موقع له علاقة بشرائح واسعة من المجتمع فلا أوسع من صدره، ولا أشرع من أبوابه، ولا أقصر من السبيل إليه..
هذا هو سلمان الملك.. سلمان الأمير، سلمان الإداري، سلمان الرياض، سلمان الوطن..
إضافة إلى غير هذا من أدواره التي تشهد لها سطور تاريخ الوطن مما سجلته الأقلام وحفظه له التاريخ..
وسيبقى سلمان كذلك يحفظه الله..
وفقك الله ملك البلاد..
وفقك الله أب الرياض..
وفقك الله، وأعانك بولي عهدك الأمين. رجل الإدارة المحنك، ذي المبادرات، والوعي، والإنسانية مقرن بن عبدالعزيز..
وبولي ولي عهدك رجل الأمن، وقائده، وصاحب مفتاح السور، والجدار، ومصباح الليل، وزحمة النهار محمد بن نايف..
وبرجال الوطن الأخيار الخلص..
أبارك للوطن.. وأدعو..