جاء خبر ترجل الفارس الكبير خادم الحرمين الشريفين -راحلاً إلى جوار ربه- الساعة الواحدة صباح يوم الجمعة من شهر ربيع الثاني 1436هـ، كالصاعقة على المواطنين والمقيمين وعلى الأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع. تلاه خبر خفف الصدمة والحزن والمصاب الجلل الذي أصاب الأمة، وهو خبر مبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز وتسميته ولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز؛ وكل منهم قامة وله وزن خاص لا يقل عن الفقيد، وهم بإذن الله خير خلف لخير سلف.
لقد ترجل فارس الإنسانية والوطنية والمحبة والسلام والحوار والعلم والإعلام والإصلاح التطوير والبناء والتشييد والحرية والأمن والعطاء والمصداقية والبساطة والأخوة والنخوة والنصرة للمحتاجين والحزم والفكر النير، الفارس الذي تعلق بحب الشعب وحب الشعب له بشكل منقطع النظير، والذي عرفه العالم ووقف له تقديراً واحتراماً واعترافاً بقيادته وتأثيرها عالمياً، الفارس الذي فرض احترامه حتى على أعدائه وخصومه فهو شريف في خصومته وفي سيرته كون الكثير من الزعماء من مختلف البلدان والجنسيات والقوميات والانتماءات لم ينسوه قط وتوافدوا على المملكة لما له ولها من مكانة مشيعين ومعزين في رحيله يرحمه الله.
نعم في بلاد الحرمين الشريفين بلاد المؤسس الكبير الراحل الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- يرحل فارس ويأتي بفضل الله وحب الشعب ووفائه وإخلاصه لقياداته فارس يخلفهم بكل توافق ومحبة ثقة وأمن وأمان واستقرار، إذ رحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -يرحمه الله- وجاء فارس لا يقل عنه وزناً ولا سمعة ولا خبرة ولا حنكة ولا قوة ولا قيادة وريادة؛ جاء الفارس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أعزه الله وأعانه وأيده-، الفارس الذي لم يتأخر شعبه عن مبايعته دون تردد لمواصلة المسيرة التي بدأها المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-.. لأنه أحد رواد مدرسة المؤسس؛ التي اكتسب منها كل مقومات النجاح، ولأنه رجل يعرف وطنه وشعبه وأمته تاريخاً وجغرافياً، وأثبت خلال كل المناصب التي سبق أن تولاها أنه رجل دولة ذات رؤية ورسالة وأهداف سامية من الطراز الأول الذي يفخر الشعب بقيادته.
نعم في بلادنا يرحل فارس ويأتي فارس آخر، والشعب يحمل دوماً في السراء والضراء فرسانه على الرؤوس تيجاناً ويحفظهم في القلوب ثقة وحباً وولاء، حيث أنعم الله على بلاد الحرمين الشريفين بأسرة ملكية وطنية متماسكة ومتعاضدة واعية سياسياً، وتتبادل الحب والوفاء والإخلاص فيما بينها ومع شعبها وشعوب العالم.
ختاماً أحر العزاء للقيادة وللشعب وللأمتين العربية والإسلامية في رحيل خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فقيد الأمة -يرحمه الله-، والتهنئة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد رجل الأمن الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وفقهم الله جميعاً وسدد خطاهم ورزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه. ودام عزك يا وطن العز ودامت حريتك يا وطن الأحرار.