هناك تفاؤل كبير بين المهتمين بالشأن الثقافي بالمملكة لأنه على رأس هرم الدولة اليوم الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي عرف منذ زمن طويل وخلال المراحل الإدارية التي مر بها اهتمامه الكبير بالشأن الثقافي وعلى وجه الخصوص قضايا التاريخ المحلي.
وكل من يعمل في هذا المجال يدرك جيداً أن الملك سلمان قارئ متابع يغوص بين ثنايا الأسطر، وقد ينتقد أو يصحح نتيجة معرفة سابقة وعميقة بالموضوع إن كان يخص المملكة العربية السعودية بصفة خاصة والجزيرة العربية بصفة عامة.
ومن ثم فإن ما أشرت إليه من تفاؤل ينطلق من أمل أن يحظى البحث العلمي في المجالات المختلفة ومن ضمنها ما اهتممت به شخصياً وهو التاريخ المحلي بجزء من اهتمامه ورعايته، فهناك حاجة كبيرة في المستوى الأكاديمي في تطوير تدريس التاريخ ونقله من التقليدية التي يدرس بها إلى نطاق أرحب وأوسع بحيث تكون له قيمة كبيرة بين متلقيه، فالتاريخ هو محور وركيزة أي بناء في أي أمة، والتطلع إلى المستقبل لا يأتي إلا من خلال الماضي ومعرفة مشاكله وهفواته وسلبياته، وأيضاً نجاحاته وإبداعاته وإنجازاته.
إن الكثير من أمثالي يدركون جيداً أن الملك سلمان بن عبدالعزيز كما كان سيظل متابعاً دقيقاً للتجربة الثقافية والبحث التاريخي على وجه الخصوص وبدعمه ستكون هناك نقلات أكثر وأكثر.
ولعل أنجع الطرق في تطوير مسارات الثقافة هو البحث العلمي في مجال الإنسانيات من خلال إنشاء مراكز بحثية ودعم الموجود منها وإعطاء المجتهد حقه ليكون قدوة لمن يرغب في السير في هذا المجال ومحفزاً للأجيال القادمة بأن تهتم بأدق تفاصيل البحث العلمي وتعنى به كما هو في بلدان العالم المتقدم.
نتفاءل بنهضة ثقافية وتطور بحثي لأن الملك سلمان صاحب رؤية في المجال، ومعايش لكل جوانبه منذ وقت طويل.