بعد تمادي تنظيم داعش الإرهابي وتمدده إلى أكثر من قطر عربي، إضافة إلى ارتكابه الجرائم الإرهابية في العراق وسوريا، أصبحنا نسمع عن عمليات إرهابية لفروع داعش في مصر وليبيا، بالرغم من تأكدنا بأن جميع المنظمات الإرهابية التي تختفي تحت مسميات عديدة من بيت المقدس إلى أنصار الشريعة وغيرها من المسميات التي تلامس المقدسات عند المسلمين، إلا أنهم في الحقيقة مجرمون إرهابيون وظفتهم جهات معادية للإسلام، وجميعها تنبع من مصدر واحد جذره القاعدة، ذلك التنظيم الإرهابي الذي منبعه تنظيم الإخوان الذي فرخ كل هذه المنظمات الإرهابية. ورغم التباين الطائفي بين هذه المنظمات الإرهابية، فجميعها ذات هدف واحد وتوجه واحد يخدمون أجندات واحدة، فلا فرق بين الإرهابيين الذين ينتمون إلى الطائفة السنية أو المنظمات الإرهابية التي تنتمي إلى الطائفة الشيعة التي وفرت القاعدة والبنية الأساسية لنشر المنظمات المتطرفة، إذ إن ما أعلن عن قيامه من المنظمات الإرهابية يزعم بأنه رد على الأعمال الإجرامية للمنظمات الإرهابية، فداعش يدعي بأنه يتصدى لجرائم منظمة بدر وما يُسمى بعصائب أهل الحق وأبي الفضل العباس وحزب الله وغيرها من دكاكين الإرهاب التي افتتحتها إيران عبر مؤسساتها الإرهابية التي ازدهرت في عهد نظام ملالي طهران، ورغم إدعاء داعش وقدرته على أسر أبرياء من أمريكا وبريطانيا وفرنسا واليابان وأخيراً الأردن، لم نسمع عن أسر مجرمين يقتلون الأبرياء في العراق وسوريا من الإيرانيين من الحرس الثوري أو من إرهابيي حزب الله أو الإرهابيين في المنظمات الإجرامية الطائفية العراقية والهندية والباكستانية التي تشكل أجنحة الإرهاب الطائفي الإيراني، ورغم أن كل الأسرى الذين مثلت بجثثهم قتلاً بقطع الرؤوس أو الحرق ليسوا بمقاتلين باستثناء الطيار الأردني معاذ الكساسبة، فإن جميع من قتلتهم داعش صحفيون أو عمال إغاثة، وكأن داعش توجِّه رسائل إلى الغرب بأن من يساعد المسلمين يُقتل وبأشع طريقة.
داعش أسرت أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين وحتى يابانيين وأردني، ولم نسمع أنهم أسروا إيرانياً أو من جماعة حسن نصر الله أو من المنظمات الإرهابية الطائفية العراقية، مما يؤكد التنسيق والترابط بين كل هذه الجماعات الإرهابية مهما اختلفت وتباينت الانتماءات الطائفية.