سمة الحياة وطبيعتها الحركة الدائمة والمستمرة والتطور إلى الأمام، فالسكون لا يضمن للحياة استمراريتها بل يؤدي إلى تراجع الأداء حتى السكون التام، وهو ما يعني الموت. وما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - في أكبر عملية تطوير وتحديث لأجهزة الدولة وقياداتها يظهر استمرار حركة التطوير والتحديث وتجاوز آليات العمل البريروقراطية، وجعل آليات العمل الحكومي أكثر فعالية وإنتاجاً من خلال الحرص على وضع وزراء شباب مدعمين بقدرات علمية وخبرات عملية، مما يجعل وصف حكومة المملكة الحالية بحكومة كفاءات متخصصة تجمع حيوية الشباب - وهي الغالبة - مدعمة بالخبرات العالية من حكماء الأسرة. والذي لفت انتباه المتابعين لما يجري في المملكة وبالذات هذه الأيام توجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - إلى تقنين العمل وتسريعه، واختصار إجراءات وآليات العمل، فقد اختصر المجالس المتخصصة واللجان والهيئات التي تأخذ وقتاً في بحث خطط التنمية وتستهلك وقتاً مما يزيد من إجراءات وتعقيدات العمل البريروقراطي، وحصر كل أعمال تلك المجالس والهيئات في مجلسين، سياسي واقتصادي، مما سيسرع حتماً مناقشة المواضيع المهمة والبت فيها، مسايرة لما يشهده العصر من سرعة البت في القضايا العصرية.
وفي غمرة هذا الاهتمام وتطوير العمل الحكومي وتحديثه وضخ دماء شابة في التشكيلة الحكومية، لم يفت على خادم الحرمين الشريفين ولم ينس أبناءه وشعب المملكة الوفي، إذ ترجم بحق ما قاله في تغريدة نشرت له - حفظه الله - عندما أكد فيها «تستحقون أكثر مما فعلتُ لن أوفيكم حقكم، أسأل الله على أن يعينني وإياكم على خدمة الدين والوطن ولا تنسوني من دعائكم».
وفعلاً ترجمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - قناعاته برعاية الشعب السعودي الوفي، فجاءت قرارات الخير مصاحبة لقرارات التحديث، فبالإضافة إلى صرف راتب شهرين للموظفين والمتقاعدين المشمولين لمصلحة التقاعد ومؤسسة التأمينات الاجتماعية، ومكافأة الطلاب الدارسين في الداخل والمبتعثين في الخارج ومستحقي الضمان الاجتماعي من المستحقين، إضافة إلى العفو عن سجاء الحق العام والإعفاء عن الغرامات المالية بما لا يتجاوز عن خمسمائة ألف ريال، وتقديم عشرين مليار ريال لإيصال الكهرباء والمياه الصالحة للشرب لمخططات المنح.
هذه الحزمة من قرارات الخير والتحديث والتطوير والدفع بشباب الوطن إلى تسنم سدة المسؤولية تؤكد بأن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - عهد مواصلة الإصلاح والتحديث وإعطاء الشباب فرص خدمة بلادهم مع الاستمرار برعاية الشعب الوفي الذي يستحق بعد كل ما أبداه من ولاء ووفاء.