ارتفعت حروفي عن السياقات العادية مما فرض علي وضعاً متعالياً في المدلول؛ لأنني سوف أرنو إلى حكيم وحاكم، وأسكب بوحي بين صفوفه المتراصة قوةً وشموخاً وغزارةً ومكارمَ أخلاق، واحتفاء بالعلم والثقافة والتاريخ والتراث، إنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، صاحب القدرة بل القدرات في إدارة المواقف، وصاحب القرار ولات بعدُ قرار.
ذللَ الصعبَ ما تبدّى له الصعبَ
وألوى بالمشكلات الرهيبة
وملكنا سلمان -حفظه الله يجيد- صناعة الاستقرار، ويقف على قمة تلك الصناعة بشموخٍ يملأ ما بين الأرض والسماء، وواقع المنظومة الإدارية لبلادنا الغالية الآن يعلن أن سلمان الملك وبكل اقتدار وصل إلى منابع القوة، وفرائد الفكر، وأقطاب العمل وأربابه المخلصين لصناعة نهضة الوطن وتصميم مستقبله.
نعم إن اختياراته حفظه الله ترفل بفخامة التشخيص للواقع، ومواطنه وبواطنه [فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ] سورة يوسف (54).
ثم هو حفظه الله جامعة في الاتصال والتواصل، وبارع في التحرك في محيطات الناس بما يلزم ويقتضي.
وربما أعترفُ أن الحديث قد هزمني أمام وفيرٍ من خلال الحكم وظلاله، ولكن أمامي ارتحالٌ آخر نحو محبة الناس لكيان سلمان ابن عبدالعزيز؛ أميراً للرياض، ثم ولياً للعهد، ثم ملكاً لكيان باذخٍ قداسةً ومنزلة.
عرفنا خادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز، فيما كان أميراً للرياض، فكان نموذجاً لسمات الإمارة عند صغارنا وكبارنا، حين كانت الرياض في وجدانه، وكل منجزٍ فيها مقرونٌ بسلمان الباذل المؤازر، فمنابعه تترى، ونفحاته تملأ جو الرياض بالعطور، وفيوض عطاءاته كالسلسبيل العذب.
برعتْ في بنائها كفّ سلمان
فكانت كفُّ الصناع الأريبة
وللشاعر عبدالله ابن خميس -رحمه الله- نصٌ في مآثر الدرعية، زينّه وجمّل معانيه ذكرٌ للملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله.
وتخطبُ من سلمان خالص ودّه
وإنّ مُجيباِ من نداه لسَامِعُ
فزرها وجددّ -يا بنها- من شبابها
فتلك ربوع الوالدين بلاقعُ
فجسة جودٍ من يمينك مبضعٌ
لتشفى به تلك الطلول الضوارعُ
وكل مغانيها لسانُ تحيةٍ
وودكمُ تحني عليه الأضالعُ
فعش بينهم تهفو إليك قلوبهم
يحوطك حبٌ فوق ما أنت سامعُ
وفي إهاب ملكنا سلمان وشائج عليا مع الصحافة، فهي مشهودة له ومنه، كلما زهت وترقت تأملته باعثاً ومشجعاً ومقوّماً يملك فيها حفظه الله مقاييس وأدوات يقف الفكر والقلم لها احتراماً وبها إعجاباً.
تلك الجزيرة طابت في محاسنها
أكرم بها قمة أربت على القممِ
صحيفة الفكر أربى في معالمه
تُسقي ثقافته من بارد شبمِ
من نفح سليمان أقواف معطرة
من نبعه الجمّ من سلساله العَرمِ
أسدى لها من يد الأفضال مكرمة
من كل نبع غزير فيه منسجمِ
نعم إنه سلمان الملك الذي فهم حياة المواطن، فغرس محبته جذراً في شغاف القلوب.
بوحٌ من الأعماق:
فتسامي يا بلادي واسلمي
واستزيدي من أبي فهد المُنى