تحدث كثيرون، وتخرَّص كثيرون، وتناول كثيرون شيئاً عن، ومن أهداف دمج وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي معاً..،
وطرحت هنا خلاصة من رؤيتي في الشأن..
وحتى الآن لم يفض وزير التعليم -وفقه الله وأعانه- عن خطط الوزارة في شأن تمييز التعليم العالي عما دونه، بعد أن اتفق الجميع على أن الدمج يعين على دولبة الأهداف من مبتدأ الوتد، إلى سارية العمود..!
لكن الجامعات إن استقلت بذاتها، وتوجهت لأدوارها إلى جانب تأهيل وتأسيس ما يخص القادمين إليها لهذا الشأن من التعليم العام من الطلاب لتكوينهم علمياً، ومعرفياً بمهارات وكفايات مقصودة الهدف لإعادة ضخهم في مؤسسة التعليم العام بكفاءات المنتج الجامعي فيهم من جهة، ومن جهة أخرى في المسؤولية عن بقية مؤسسات المجتمع بمؤسساته المختلفة من هذا الضخ الذي يؤول إلى تطبيق المعرفة، وتبادلها ممارسة، وابتكاراً، وإنجازاً، وإنتاجاً يؤدي إلى النقلات النوعية، والقفز التطوري في هرم النجاحات المجتمعية المختلفة على مستوى الفرد، والجماعات، والمجتمع بعامة ليرقى إلى مصاف الدول المتقدمة معرفة، واقتصاداً، وعلماً، وفكراً، وصناعة، وإنتاجاً...
فإنه يبقى للجامعات دور تتفرد به، وتتميز به، ومسؤولة عنه وهو البحث العلمي..، ما لم تكن له مرجعيات في أولها الجامعات..!
ذلك لأن البحث العلمي بدوره يحقق ما هو أبعد، وأوسع من طموحات الحصاد المحدود، أو الفاعلية غير ذات الأبعاد التي تؤديها مراكز البحوث في الدول المتقدمة علمياً، في جامعاتها التي تعج بالعلماء، والمفكرين على مستويات عالية جداً... في جميع التخصصات ..حيث تأخذ برقاب بعضها في نقل الأمم إلى المصاف الأولى حصاد نتائجها وعلمائها.
فما الذي سيؤول إليه هذا الركن الأساس في مهام الجامعات..؟!
هل ستنبثق هيئة للبحث العلمي مستقلة، وذات سيادة تعمل على فحص كفايات الجامعات، ومتابعة قدراتها البحثية بمتابعة منجزاتها، ومختبراتها،، وتطبيقاتها، ومن ثم هي التي سيتم عنها تقنين ميزانيات كل جامعة بناء على ضلوعها فتقدمها، أو تقاعسها فتأخرها في شأنه..؟
أم سيكون هناك تنظيم آخر يقنن علاقة الوزارة، ومرافقها بالجامعات في هذا الجانب تحديداً..؟
ننتظر أن يكشف لنا اليوم القادم عما نترقب، ونتوقع بشفافية تلمسناها في حركية الوزير في أيامه الأولى..
إن المهمة صعبة، وحقيبة التعليم بكل مراحلة ثقيلة ومزدحمة ومتداخلة،
فلعل وزيرنا النابه أن لا تشغله كل الأمور داخل البيت التعليمي، والتربوي الكبير من مبتدأ وتده عن رأس ساريته الجامعات، وفي غرتها مراكز البحوث..!!
وفقك الله، وأعانك، وأمدك بمن يخلصون الرأي، ويكشفون عن الحقائق بفهم ووعي، ويعينون على تسديد الحاجات في هذه المؤسسة العصب..بل المركز الأساس لهذا العصب.