د. خيرية السقاف
يتناقضون، تتغيّر مواقفهم، تختلف في الشأن الواحد..!!
والناس في هذا العصر تختلف بسبب هذا التناقض..،،
وبدافع ثقافة الذات الواحدة ، الموغلة في الفرد من الأفراد..،!
إذ كل واحد يخص نفسه بالتفرُّد بالجميل من الصفات..،
هو ذا الشعار السائد في سلوك السواد الأكثر من أفراد هذا الزمن..،!!
وإلا ما تناقض اثنان في أمر سماوي،..
ولا تبدّلت المواقف الفردية تناقضاً في شأن نظامي،.. ونهج سلوكي..
ولا صدَّ ذو وعي عن أمر حكيم..، ليستبدله بآخر سقيم..
إنّ هذه الفوضى العارمة في سلوك الأفراد، لا تقف عند المظهر فيما يلبسون..، ولا فيما يتصرفون، ويقولون..، بل امتدت لتتعمّق فيما يفكرون، وفيما يتبنّون، وينهجون إليه من دور، وكيف يسلكون..!
وذهب هذا التناقض بالكثير من القيم، ومسَّ العديد الحقائق..، وقفز على سياجات من المفاهيم..!
أما الذين ليس في صالحهم هذا التناقض، وهذا الانفلات العارم في التحرُّر من قيم الموقف الثابت في شأن المظهر والمخبر في الإنسان، ومن ثم في تناقض سلوكه ومواقفه، هم النشء الذين ليس لهم إلا ما يرون، ويسمعون، وليس أمامهم إلا ما تقدمه أطباق الفضائيات، والأجهزة الذكية، وزخم المحال التجارية..، وصور السالكين حذوها..
إذ حتى التجار فيما يعرضون من كثير اللباس، وغريب تصميمه، لا يورِّدون للشراة ما يناسب ذوقاً كان جماعياً، وسلوكاً عُرف مجتمعياً، وقيما تعارف عليها الشاري، والبائع، واللابس، ويتناسب مع روح المجتمع،
لأنّ التناقض امتد بمخالبه لوريد هذه الروح،..!!..
وما بقي منها إلا مصطلحات مفرغة من الواقع،..
في واقعٍ كلُّ ما فيه يمت للفرد، يتبدل فيه شكلاً هذا الفرد، ومضموناً..!!
إنه عصر الفوضى،..!،
الفوضى ولا غير، بانفلاتها الرمادي..
لكنها ليست خلاّقة على كل الأوجه، وفي كل الأحوال..!!