موضي الزهراني
تعاني الكثير من الأمهات المطلقات من نتائج تجربة الزواج الثاني خاصة عندما يكون لديها أطفال وترغب في حضانتهم أو رعايتهم بعد زواجها مرة أخرى، وتواجه من تفكر بذلك مواقفاً صعبة من الأبناء والأهل والأقارب لمجرد خطوتها هذه الحلال مثل طليقها الذي لايتوانى في الارتباط بزوجة أخرى لمجرد انفصاله عنها، ويعيش حياته باستمتاع بدون محاسبة أوقيود! لكن الأم محط أنظار الجميع من حولها عندما تفكر أن تستقر نفسياً وأسرياً، وأن تمارس حقها الشرعي بدون خسارة لأطفالها الذين من السهولة سحبهم من حضنها ومن حياتها ومعاقبتها على ما أقدمت عليه بحرمانها من رؤيتهم لفترات طويلة لدى كثير من البيوت غير الآمنة ولا المطمئنة لنسائها! وبالرغم من مكانة الأم العظيمة في ديننا الإسلامي، وتفضيلها بدرجات ثلاث على الأب في الصحبة والبرَ بها، إلا أنه للأسف الشديد الكثير منهن يعانين الويلات من الأهل والطليق والأبناء عندما تصر على ارتباطها بشخص آخر قد يحقق سعادتها التي لم تجدها مع الأول! إلى جانب تعرضها للهجوم من الإخوة الذكور، الذين يسعون لقطيعتها وتحريض الوالدين على التنكر لها، وعدم استقبالها في منزل الأسرة لأنها في نظرهم «أجرمت» بزواجها، واختيارها راحتها الشخصية على راحة أطفالها ! لكن هناك الكثير من الأمهات تقدم على الارتباط الثاني للبحث عن حماية لحياتها وتحقيق لمطالبها الخاصة في مجتمع ذكوري لايرحم المطلقة، ولا الأرملة، ولا المهجورة، ولا التي لم يحالفها الحظ في الزواج برجل يُحسن معاملتها! وأيضاً لتحقيق الأمان الأسري الذي قد افتقدته مع أسرتها بعد طلاقها! إلى غيرها من الأسباب التي لا تعطي للقضاة الحق في إسقاط حق حضانتها لأطفالها عاجلاً بدون التأكد من تحقيق مصلحة الأطفال، التي قد لا تتحقق مع زوجة الأب بل مع زوج الأم! ولا يعطي الحق للآباء بأن يحرموا أطفالهم من أمهاتهم لمجرد زواجهن، وشن الحرب النفسية عليها كأنها أقدمت على فعلِ مُشين! بالرغم أنهم يتمتعون بالزواج الثاني والثالث بدون إنكار عليهم، ولا يتم محاسبتهم بسهولة على إهمالهم لأطفالهم بعد زواجهم الثاني، وتركهم عرضة للتعنيف الذي قد يصل للقتل بين يدي زوجاتهم! والحوادث في حالات العنف هذه السنوات تشهد بذلك! ومن أجل حماية أطفال الأمهات المتزوجات ثانية أو ثالثاً، من حقهن الاستقرار الأسري، ومن واجبهن حماية أطفالهن من المخاطر التي يتعرضون لها بغض النظر عن زواجها من عدمه، وهذادور القضاة في تعزيز مكانتهن وعدم السخط عليهن بسبب ذلك فهذا حقها الشرعي، ومن واجبهم أن يقدروا مصلحة الأبناء أين تتحقق، ويحققونها لهم عاجلاً، فالتأخر في البت مثل هذه القضايا الأسرية قد يسبب إزهاق روح بريئة، بسبب أحكام لا تراعي المصلحة الفضلى للمستضعفين في الأرض من (نساء وأطفال)!