د. محمد عبدالعزيز الصالح
ذكرت وسائل الإعلام مؤخراً بأن عدد العاطلين والعاطلات عن العمل في المملكة بحسب مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات يبلغون ستمائة وواحد وخمسين ألف عاطل, عدد الرجال العاطلين منهم مائتان وثماني وخمسون ألف عاطل, وبالنسبة للسيدات يبلغ عددهن ثلاثمائة واثنان وتسعون ألف عاطلة.
وإذا ما استعرضنا الكثير من الجهود المبذولة سواء من الجهات التعليمية أو التدريبية لتخريج احتياجات سوق العمل من الشباب والفتيات, وكذلك الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية بسوق العمل من خلال إقرار عدد من الآليات الداعمة لتأمين فرص العمل والحد من البطالة, فإنني أتساءل عن الأسباب التي يجعل أعداد البطالة لدينا يصل لهذا الرقم الكبير.
وبالنظر إلى المؤسسات التعليمية والتدريبية, ندرك بأن هناك العديد من الجهود التي بُذلت خلال العقدين الماضيين, وبالتحديد منذ عام 1414هـ, وهو العام الذي أُنشئ فيه مجلس التعليم العالي, ومن تلك الجهود قصر إنشاء الكليات والأقسام على التخصصات المتوائمة مع احتياجات سوق العمل, كما شهدت كافة الجامعات في المملكة عمليات إعادة هيكلة في جميع تخصصاتها لتصبح متوائمة مع حاجة السوق, إضافة إلى ذلك, تم قصر برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي على التخصصات التي هناك حاجة لمخرجاتها وكذلك الحال بالنسبة للتعليم العالي الأهلي في المملكة حيث يلاحظ بأن جميع الجامعات والكليات الأهلية التي تم إنشاؤها (10 جامعات, 50 كلية تقريباً) تقصر تخصصاتها على التخصصات التي تخدم سوق العمل.
وإذا ما نظرنا إلى الجهود المبذولة من قبل وزارة العمل حيث أقرت خلال السنوات الماضية عددا من الآليات الكفيلة بدعم إيجاد فرص عمل والحد من البطالة, ومن تلك الآليات تحديد الحد الأدنى للأجور بواقع ثلاثة آلاف ريال لجميع الملتحقين بسوق العمل من شباب وفتيات, إضافة إلى عدد من البرامج الأخرى مثل برنامج نطاقات وغيره.
مرة أخرى, إنني أتساءل عن السبب الذي يجعل أعداد البطالة لدينا يتجاوز الستمائة وخمسين ألفا في ظل تلك الجهود الملموسة والمبذولة من قبل الجهات التعليمية والموظفة على حد سواء.
ختاماً, أقترح على وزارة العمل أن تكرس جهودها وأن تقر المزيد من الآليات الكفيلة بجذب الشباب والفتيات للالتحاق بسوق العمل, فالجميع ينتظر من وزارة العمل إقرار يومين إجازة لكافة العاملين في مختلف مؤسسات القطاع الخاص, كما ننتظر من الوزارة إقرار إقفال المحلات التجارية في العديد من المجالات قبل التاسعة مساءً, إضافة لذلك فإنني أقترح على المؤسسات التعليمية طرح المزيد من برامج التجسير وإعادة التأهيل للشباب والفتيات العاطلين عن العمل خاصة إذا ما علمنا بأن أكثر من ثمانين (80%) من أعداد البطالة لدينا هم من حملة الشهادات الجامعية والثانوية العامة.