محمد السياط
في مستهل هذه المقالة أود أن أشير إلى أنه وحتى كتابة هذه الأسطر لم يتأكد بعد هل أصر سمو رئيس نادي الهلال على استقالته أو عدل عنها نزولا عند رغبة عدد من أعضاء الشرف الذين طالبوه بذلك، ولكن لو كنت مكانه رئيسا لنادي الهلال لما أقدمت على الاستقالة قبل أن أُقيل مدرب الفريق، الروماني ريجيكامب، إذ كان من الخطأ استمراره مدربا في الفترة الماضية خاصة بعد التعادل مع هجر والفيصلي ناهيك عن أخطاؤه التي تحدث عنها الجميع في أمام سيدني الأسترالي وخاصة في لقاء الإياب وقد اتضح مؤخرا أن هذا الروماني ليس لديه ما يضيفه للفريق ويعيد له توازنه، وليس عيبا إلغاء عقد أي مدرب أيا كانت مكانته وسمعته طالما اتضح جليا عدم نجاحه مع الفريق بل إن استمراره يعني المزيد من التدهور، والمدرب كاللاعب المحترف، قد يحضر كنجم كبير لكنه يخفق ولا ينجح لسبب أو لآخر فيجانبه التوفيق، ولنا في ذلك شواهد كثيرة، فكم من مدرب نجح مع فريق وأخفق مع فريق آخر وكم من مدرب فشل مع فريق فانتقل لآخر وحقق معه نجاحات كبيرة كما هو حال بعض اللاعبين المحترفين مثلما ذكرت آنفا، والحال ينطبق على ريجيكامب فهو مدرب اشتهر في الآونة الأخيرة وحقق في بلاده وربما في أوروبا سمعة تدريبية كبيرة لكنه لم يوفق مع الهلال ولم يكن بحجم الهالة التي سبقته وصاحبت مجيئه إلى هنا، وإلا فالهلال يملك ترسانة من النجوم ولديه مجموعة واعدة بالفريق الأولمبي لو وجد هؤلاء من يستثمرهم بشكل صحيح لكان فريق الهلال بأحسن حال ولما تأخر عن صاحب المركز الأول في دوري عبداللطيف جميل بهذا الفارق الكبير من النقاط، وهذا بالطبع لا يليق إطلاقا بزعيم الكرة السعودية والآسيوية الذي اعتاد المنافسة بقوة وليس كهذه الوضعية التي هو عليها الآن حتى بات بعيدا كل البعد عن المنافسة على بطولة الدوري، وليت إقالة ريجيكامب سبقت نهائي كأس ولي العهد لكان الأمر قد اختلف كثيراً..!
* ولو كنت رئيساً للهلال.. لاستعنت بعد الله سبحانه بأعضاء في مجلس الإدارة ممن لديهم الخبرة والدراية الكافية في العمل الإداري بالأندية، والهلال لديه العديد من رجالاته ممن يتميزون بهذا الجانب وسيكونون عونا بعد الله في تخفيف الكثير من الأعباء الإدارية التي قد ترهق الرئيس مالم يتوفر إداريين مساندين من ذوي الخبرة والمعرفة.
* ولو كنت رئيساً للهلال.. لشكلت لجنة فنية بالنادي تضم نخبة من الخبراء الفنيين من اللاعبين القدامى والمدربين الوطنيين والإداريين السابقين ذوي الخبرة والكفاءة وممن يعتد بآرائهم ورؤيتهم بحيث تكون مهمة هذه اللجنة تلمس احتياجات الفريق واختيار العناصر المناسبة الذين تقرهم هذه اللجنة سواء من اللاعبين المحليين أو الأجانب وكذلك المدربين، بدلا من الارتجالية في اختيار اللاعبين والمدربين مما أرهق ميزانية النادي بتعاقدات لم تكن موفقة وقد كبّدت النادي خسائر كبيرة وأسهمت في تدني مستوى الفريق، على أن تعطى هذه اللجنة الصلاحية الكاملة بمناقشة الجهاز الفني والإداري للفريق بعد أية نتائج غير مرضية، وأن تكون للجنة المرجعية في تحديد من يستمر من اللاعبين ومن يتم عرضه على قائمة الانتقال ومن يتم إعارته خاصة حينما يكون المدرب حديث عهد بالفريق وليس لديه الإلمام الكافي باللاعبين وبمستوياتهم سواء كانوا لاعبي الفريق الأول أو الصاعدين من الفريق الأولمبي.
* ولو كنت رئيساً للهلال.. سأضع نظاما محكما وبشروط واضحة وصريحة لمحاسبة المقصر وغير المنضبط من اللاعبين ومكافأة المتميزين منهم لتحفيز الجميع وأن أكون حازما في ذلك، لينال المسيء وغير المنضبط العقاب اللازم فيما سينال المجتهد والمثابر والحريص منهم التكريم اللائق كي يدرك اللاعبون أنهم محاسبون على كل صغيرة وكبيرة وأن التهاون وعدم الانضباط لا يليق بنادٍ كبير وعملاق مثل نادي الهلال وأن عليهم أن يقدموا عطاءات توازي العقود الضخمة التي يحصلون عليها وتوازي حجم ومكانة نادي الهلال، وسيكون العقاب بالخصم من مرتبات المقصرين أو المتخاذلين دون أي تهاون ومن لا يحترم النظام ولا يقدر الهلال ومكانته فليس له مكان بالنادي مهما كان ثقله، فالهلال لا يتوقف على كائن من كان.
* ولو كنت رئيساً للهلال.. لن أسمح لمن يسعى من الخصوم لإثارة الفتن والمشاكل وإيجاد شرخ داخل البيت الهلالي، ولعملت دوما على رأب أي تصدع قد يطرأ داخل بيت الهلال، وسأعمل جاهدا لعقد اجتماع موسع لأعضاء الشرف بالنادي على الأقل مرتين في الموسم الواحد ليكونوا قريبين من نايهم وليطلعوا على كل ما جرى وسيجري داخل النادي وليكونوا شركاء بالفعل في مسيرة النادي.
* ولو كنت رئيساً للهلال.. لحرصت كل الحرص على تقوية أواصر التواصل مع جماهير النادي وإعلامه ولن أسمح لكائن من كان أن ينال منهم أو يقلل من شأنهم، فمثلما للنادي رموز من الرؤساء والإداريين واللاعبين فإن من أهم رموز النادي هم جماهيره وعشاقه الذين يعدون ثروته الحقيقية وكذلك إعلامه، ولن اسمح بالمساس بهما لا من إداريين أو أعضاء شرف ولا حتى من أطراف أخرى من خارج النادي، ولن يغيب عني أن مؤسس نادي الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته كان يردد دائما أن جماهير الهلال هم وقوده وكنزه الحقيقي وكذلك الحال بالنسبة لإعلام الهلال الذي يرى فيه رحمه الله الداعم الأقوى في مسيرة نادي الهلال المظفرة بالانجازات والبطولات، وقد كانا بالنسبة له (خط أحمر) وقد سار على هذا النهج معظم رؤساء الهلال الذين اتفقوا مع المؤسس رحمه الله في رؤيته تلك.
* ولو كنت رئيساً للهلال.. لن يغيب عني قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (رحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي) ولجعلت من هذا القول منهجا لي، فكما يقال أيضا: صديقك من صَدَقك لا من صدّقك وأن أكون حذرا من المنتفعين من بعض الإعلاميين سواء ممن يشاركوني الميول أو ممن يختلفون معي بميولهم، والصنف الأخير من هؤلاء خطر للغاية فهؤلاء تحديدا لا يودون لي الخير فهم يسعون لفشلي بسبب اختلاف الميول بالإضافة لتحقيق مصالحهم الخاصة، وقد عانى الهلال كثيرا من هذا الأمر في الآونة الأخيرة بسبب تقريب إعلاميين غير هلاليين وتمييزهم كثيرا عن غيرهم من العديد من إعلاميي الهلال..!
* ولو كنت رئيساً للهلال.. لحرصت كل الحرص على أن يكون لدى النادي مركزا إعلاميا متميزا، قويا، فعالا، ذو كفاءة عالية يوازي حجم ومكانة الهلال وجماهيريته يقوده إعلامي محنك يعرف ويدرك جيدا من أين تؤكل الكتف..!
* وأخيرا.. لو كنت رئيساً للهلال ولم أستطع أن أقوم بما سبق.. فمن المؤكد سأستقيل..!