د. محمد أحمد الجوير
نحن في المملكة العربية السعودية، نكاد نُحسد على ما منّ الله به علينا، من أسرة حاكمة، تُحكّم شرع الله، في الصغيرة والكبيرة، سارت على هذا النهج القويم، منذ أن قامت على يد موحّدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وحتى اليوم ولله الحمد والمنّة، واليوم نعيش في عهد، ملك عاش بجوار إخوانه البررة، الميامين، الملوك السابقين رحمهم الله جميعاً، مع حكمه المديد لمنطقة كبيرة، هي عمود رحى هذه البلاد، وعاصمتها السياسية، نحن مع شخصية قيادية في الحكم، والإدارة، والسياسة، والتربية، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ذاك أعني، مع مدرسة متعددة المشارب، بل جامعة متنوعة المعارف، ترى أعماله الظاهرة، لا تصدر إلا بعمق التفكير، وبعد النظر، واستشراف المستقبل، والتأمل في المآلات، والنتائج، والمتتبع لحياته العملية، والأسرية، يجد أنه يعطي ما أشرت له، أهمية بالغة، فلا يقدم على عمل إلا وقد أحاط بجوانبه، وعرف ثماره، اكتسب ما وهبه الله من حصافة، وحسن تصرف، من سيرة والده المؤسس رحمه الله، حتى تأثر بشخصيته وحكمته، خصوصاً في البعد السياسي، والحضاري، والأمني، والاجتماعي، تشعر بكل هذه الخصال، عندما تستمع له وهو يتحدث في حضرة رؤساء دول، وفي مجالسه الخاصة والعامة، تُكبر فيه ما يتمتع به من قوة شخصية، وغزارة علم، لا سيما في المجال التاريخي والوطني، يطرب السامع لحديثه، ويتمنى لو لم يتوقف، والمتواتر عنه - حفظه الله- أنه رجل تربوي من الطراز الأول، مهتم بأسرته وأبنائه، أيما اهتمام، لذا لا غرو أن رأينا أنجاله، رجالاً، مكتملي الخصال، اكتسبوها جراء التصاقهم بوالدهم، حتى نالوا ثقته، ونالوا إعجاب غيرهم، قد كتبتُ مقالات كثيرة عن والد الجميع خادم الحرمين الشريفين مليكنا المفدى الملك سلمان، وذلك في عدة مناسبات، كما كتبتُ عن نجله المحبوب في جميع الأوساط (سلطان بن سلمان) ذلك الإنسان الذي لا تفارق الابتسامة شفتيه، رائد الفضاء، الممتلئ بالتواضع الجم، كتبتُ عنه ذات مرة، مقروناً بوالده، مقالي (الزلفي.. بين سلمان وسلطان) أبنت فيه عشقهما، لمسقط رأسي (الزلفي) وكما يقال (الولد سر أبيه) ويقال (من شابه أباه فما ظلم) شاهدنا كيف برز أنجال الملك سلمان وحضروا في مشاهد عدة ومهمة حتى باتوا من رجالات الدولة في مرافق حيوية! (سلطان بن سلمان) أحد أنجال الملك سلمان، من رائد للفضاء إلى رئيس الهيئة العامة للياحة والآثار، والمستقبل المشرق أمامه، يتجول كالنحلة - ما شاء الله تبارك الله - في مناطق ومحافظات المملكة، يُفتش عن الآثار فيها ويحييها بعد اندثارها، حتى قامت، وباتت شامخة، ومنارة للزوار من الداخل والخارج، مهنة عشقها هذا (الابن الأمير) وباتت تستحوذ على وقته وعقله وحديثه. (فيصل بن سلمان) أحد أنجال الملك سلمان، حظي بخدمة بقعة مقدسة من أطهر البقاع على المعمورة، مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، يكفيه هذا الفخر. (عبدالعزيز بن سلمان) أحد أنجال الملك سلمان، هو الآخر، حضر وبقوة، تعزيزاً للسياسة البترولية السعودية القائمة، ومنذ الثمانينيات، وهو يُعد الرجل الثاني في وزارة البترول والثروة المعدنية، وهو عضو ثابت في وفد المملكة إلى أوبك، ولكن الذي لفت نظري، ما تناقلته عنه الأخبار، من أن سموه يتحدث لغة إنجليزية، رصينة جداً، وبطلاقة عالية، مما جعل البعض، يتساءل، عما إذا كان تلقى تعليمه في الخارج، لكن وكما يقال، ذلك لم يحدث، فهو تلقى كامل تعليمه داخل المملكة، ومن النادر جداً أن تجد شخص في منصب مهم، في قطاع البترول السعودي، لم يتلق تعليمه خارج المملكة فقد تلقاه في الجامعة الأشهر وهي جامعة الملك فهد للبترول، لذا بقي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، حالة استثنائية حتى الآن، هذا فيض من غيض، مما هو ثابت في سيرته العملية في وزارة مهمة. (محمد بن سلمان) أحد أنجال الملك سلمان، حضر هو الآخر في المشهد السياسي، وأعزو ذلك لثقة والده فيه، بدليل أنه سلّمه حقيبة الدفاع وهي وزارة سيادية مهمة، مع رئاسة الديوان الملكي ومستشار خاص لخادم الحرمين الشريفين، والده حفظه الله، هذه المناصب، ليست بتلك السهولة، التي قد يتصورها البعض، ولو لم ير الملك سلمان في نجله محمد، من النجابة والحصافة وتوقد الذهن والحرص على مصلحة الوطن والمواطنين، لما منحه هذه الثقة الملكية، فهي بلا شك تكليف في المقام الأول، ثم تشريف، والأمير محمد بن سلمان، يستشعر عظم هذه المهام والمسؤوليات، وليس لديه مشكلة في إدارتها، وهو اللصيق بوالده في حركاته وسكناته، منذ نعومة أظفاره، سواء داخل المملكة أو خارجها، إبان زيارة والده للدول القريبة والبعيدة، الشقيقة والصديقة، قد تشرّبها، وسبر كنهها، واكتسب مهارة في التعامل، وفن الإدارة والعلاقة، هؤلاء الأنجال، هم ثمرة تربية الملك سلمان، بارك الله فيهم، وأطال عمر والدهم، والد الجميع، وجعله ذخراً للإسلام والمسلمي.. ودمتم بخير.