جاسر عبد العزيز الجاسر
لا يمكن لأي إنسان مسلم غيور على دينه وأمته أن يقبل أن يكون أداة بيد أعداء الدين لتدمير دينه وهدم أسسه وتقليص نموه، بل وحتى القضاء على أتباعه.
إذن كيف يراد منا أن نصدق أتباع ممارسي (الارهاب المتأسلم) الذي يزعم أتباعه أنهم يقومون بأعمالهم المرفوضة دفاعاً عن الإسلام؟.
كيف تدافعون عن الإسلام وأنتم تستهدفون بعملياتكم الارهابية الاجرامية بلاد المسلمين ومواطنيهم، في البدء استهدفتم المملكة بلاد المسلمين المقدسة، إلا أنه تيسر لرجال الأمن السعوديين هزيمتكم ودق أوكاركم ومخابئكم وخلاياكم النائمة والظاهرة، ليتجهوا إلى البلدان الهشة التي ساعد حكامها بظلمهم واقصائهم وطائفيتهم في تهيئة الأماكن التي احتوتكم ووفرت لكم البيئة الحاضنة، فانتشر الارهاب في العراق وسوريا واليمن ولبنان والآن في ليبيا ومصر والسودان ومالي والجزائر وتونس انتشاراً كانتشار النار في الهشيم، مما جعل أعداء الإسلام والمتربصين به يجدون منفذاً لمهاجمة الدين الحق ويطعنون في الدين الحنيف ويتهمون ملياراً ونصف المليار بجرم هؤلاء السفهاء الذين هم من صنع أعداء المسلمين، الذين صنعوا هذه الفصائل الارهابية الاجرامية التي شحنت عقول وأذهان الكثير من غير المسلمين لشحن الرأي العام العالمي بكراهية المسلمين، فأصبح الانسان المسلم إنساناً مريباً مشكوكاً في سلوكه وتوجهاته، رغم أن المسلمين هم أكثر ممن تضرر من الجرائم الارهابية التي ارتكبها هؤلاء المغرر بهم.
ورغم أن من صنع الارهاب وأسسه معروف وواضح، إلا أن من صنعوه لا يزالون يمارسون أساليبهم في تغذية وتنويع الارهاب بكل أشكاله، فمن خلال دعم ومساندة الأنظمة والحكومات التي تمارس الإقصاء والفرز الطائفي وارتكاب الجرائم ضد مكونات معينة من المواطنين اتسعت مساحات البيئات الحاضنة للارهاب بعد أن دفع المظلومين دفعاً إلى الالتجاء إلى الجماعات الارهابية التي أنشئت لاستقبالهم.
ومع أن الارهاب لا دين له ولا مذهب إلا أن الذين وضعوا مخطط نشره في العالم الإسلامي استطاعوا من خلال من دربوهم وزرعوهم في المجتمعات الإسلامية أن ينشئوا إرهاباً مركباً يحيط بالمكونات الإسلامية، ومثلما اخترق المسلمون السنة بالعديد من الجماعات والفصائل الارهابية من تنظيم القاعدة وجبهة النصرة والتكفير وأجناد بيت المقدس وصولاً إلى التنظيم الأكثر اجراماً (فاحش) اخترق الشيعة بالعديد من التنظيمات التي وصل عددها إلى اثنين وثلاثين تنظيماً ارهابياً يتقدمهم حزب الشيطان (حزب حسن نصر الله) والحوثيون في اليمن ومنظمة بدر في العراق وأنصار الحق التي تريد تزعم الجماعات الارهابية في العراق بتصعيد أعمالها الاجرامية بخطف وقتل المدنيين في العراق.
والغريب أن محاربة الارهاب تتركز على قتال (فاحش) وهو مطلوب، إلا أن الفصائل الارهابية تحظى بالمساندة والدعم رغم أنها لا تقل اجراماً ووحشية عن (الفواحش).
مخطط الهدف منه تعميق الكراهية بين المسلمين عبر الفصائل الارهابية التي لا تؤمن بتعاليم الإسلام سوى أنها تتخذها باباً للارتزاق وفرض النفوذ والتوسع فيه.