فهد بن جليد
أمر مُخجل أن يتم إغلاق (مواقف المُعاقين) بسلاسل عند بعض الأسواق أو المؤسسات، وتُوضع عليها لوحة تطلب من المُعاق الاتصال برقم، ثم تحويلة (السيكورتي)، حتى يأتيه (رجل الأمن) ليتأكد من أنه يستحق الموقف!
أعتقد أننا بمثل هذا التصرف لا نخدم المُعاق، بقدر ما نشعره (بالنقص)، ونعطل مصالحه، ونضيّع وقته، فلو أن الرقم وضع ليتصل به المُعاق في حال وجد الموقف مشغولاً، ليتم تقديم المساعدة البديلة له، وتسهيل وقوفه في مكان قريب من الباب، ومعاقبة من يتجاوز النظام، ويقف وهو غير مُعاق! لكان ذلك أكثر قبولاً من إغلاق الموقف (بسلسلة)، ووضع لوحة، وكأن المُعاق يستجدي الخدمة بالاتصال بالرقم ثم التحويلة!
هل نحن عاجزون عن تطبيق النظام لمنع (احتلال) مواقف المعاقين؟ ومعاقبة المخالفين؟!
أعتقد أننا رغم كل ما يُبذل من جهود توعوية، غير قادرين حتى الآن على (حماية) حقوق المُعاقين في شتى مناحي الحياة، وسط قصور واضح في نشر ثقافة (حقوق المُعاقين)، إغلاق الموقف بهذه الطريقة، بحجة حماية (الموقف) له مؤشر غير جيد، مفاده أن المجتمع ينتهك حقوق المُعاق، وسط عجز الأنظمة، وكأنه لا يوجد حل إلا بهذه الطريقة؟!
وهي بالمناسبة معمول بها في بعض المجتمعات، ولكن بشكل أكثر تحضراً، وتعطي المُعاق أهمية أكبر، بدلاً من إهدار وقته، وإجباره على الاتصال ليطلب حقه، ومن ثم ينتظر حتى يصل الشخص المعني بالمفتاح، ويفتح الموقف، بينما يمكن تزويد (كل المُعاقين) ببطاقة ذكية (مُوحدة)، لفتح بوابة آلية، مُخصصة للمواقف في مختلف المرافق (العامة والخاصة)، شبيه بتلك المُخصصة لدخول بعض الموظفين لمواقفهم الخاصة!
يمكن أن تتبنى الفكرة جهة من القطاع الخاص، كنوع من المسئولية الاجتماعية، ويبقى على كل جهة وضع (حاجز آلي) خاص بمواقف المُعاقين، يتم توحيد برمجته، لخدمة المُعاق في كل مكان، بطريقة تشعره (بالاهتمام)، وتكون رسالة لكل شخص أن موقف المُعاق مكان (مُحرم)، يجب عدم انتهاكه!
فبرأيي أن إغلاق الموقف بالسلسلة، هو احتلال من نوع آخر!
وعلى دروب الخير نلتقي.