أحمد بن محمد الجردان
نحن السعوديين في نعمة عظيمة لا يعرف قدرها إلا من فقدها، وكثيرون منا لا يستشعرون مدى عظم تلك النعمة ألا وهي سلاسة انتقال السلطة، فما إن توفي ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ إلا وتولى أمرنا بكل هدوء وسلاسة ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ أيده الله ـ ووالله إنها لنعمة من أجل النعم , ومن فضل الله علينا أن الله أبطل كيد الكائدين الذين كانوا يراهنون على مستقبلنا- فلله الحمد- خابوا وخسئوا وانقلبوا صاغرين, فكل شيء في بلادنا المملكة العربية السعودية مطمئن لا لشيء إلا لتوفيق الله وفضله ثم لقيادتنا الرشيدة التي هي منا ونحن منها نحبها وتحبنا، نحن وهي منصهرون في بوتقة واحدة هي سعوديتنا التي لا نساوم عليها، ولا يمكن أبدا أن نسمح لأحد كائنا من كان أن يمسها بسوء، وهذا الإخلاص لهذا الوطن ولهذه القيادة لم يأتِ من فراغ فقد رضعناه من أمهاتنا وربانا عليه آباؤنا، وعلمنا عليه ووجهنا اليه علماؤنا الراسخون في العلم، فحبنا لوطننا السعودية هو طاعة نتقرب بها الى الله جل وعلا, ولا عجب, فبلادنا المملكة العربية السعودية هي قبلة المسلمين وفيها مسجد خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم واليها يأتي كل ضامر من كل فج عميق للحج والعمرة، فيجد كل التسهيل وكل الخدمة وكل العناية والرعاية وفيها التوحيد الخالص فلا يعبد فيها إلا الله وحده لا شريك له ولا يروج فيها لشعوذة أو فسق أو مجون أو خمور أو مخدرات، وفيها تقام خيرة الأمة ألا وهي شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك كله تزامنا مع المحافظة على الثوابت ومواكبة سبل التطور والرقي مما جعل المواطن السعودي والمواطنة السعودية أهل ريادة في كل الإنجازات النافعة للبشرية جمعاء!!.
وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيزـ أيده الله ـ رجل مخضرم له خبراته الثرية وتجاربه العميقة وفعاليته الإيجابية جدا في الحكم السعودي حيث عاصر والده المؤسس الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ ثم إخوته الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله ـ رحمهم الله ـ مما يجعلنا اليوم أمام قامة شماء في الحكمة والحنكة والدراية والسياسة والريادة ,كما أنه رجل مثقف في شتى بحور المعرفة ويتجلى ذلك من أحاديثه المباشرة حيث تجد فيها كافة الأبعاد التى تجبرك على الإنصات, كما تجد في أحاديثه إثراءً حقيقياً فهو يجمع بين المعرفة الدينية والتاريخية والسياسية والاقتصادية والأدبية والعلمية والعالمية، ويضاف الى ذلك معرفته بكافة أبناء المملكة من خلال مناطقهم وقبائلهم, ومما يميزه أيضا سياسته الحكيمة فلديه توازن كبير في حزمه ولينه, وقد عرفناه حكيماً يضع كل شيء في موضعه.
وبلادنا المملكة العربية السعودية وهي تدخل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ذلك الحاكم الذي ذكرتُ آنفاً شيئا من مناقبه لا شك أنها تدخل عصراً مميزا بدأت فيه سمات التميز منذ اللحظات الأولى بصدور تلك الأوامر الملكية الهامة التي وضعت النقاط على الحروف والتي أخرست ألسُن الخراصين والمرجفين والتي قالت للعالم كله بأننا دولة متماسكة وقوية ومتينة تملك قيادة واعية ومحنكة وذلك كله فرض احترامها، وبالتالي احترامنا كسعوديين على كافة دول وشعوب العالم ولله الحمد.
والدور المنوط بنا نحن السعوديين ونحن السعوديات لا أن نستمر كما كنا بل علينا أن نرتقي بالعطاء والنماء والبناء والسعي الى الأفضل في هذا العهد الزاهر لكي نواصل ما بذلناه منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ومرورا بعهود أبنائه سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله ـ رحمهم الله وجزاهم عنا خير الجزاء ـ وذلك من خلال الأخذ بسبل التعليم والتدريب والعمل الجاد والمخلص خدمة لهذا الوطن الغالي الذي لم يقصر علينا بشيء.
حمى الله بلادنا من كل سوء ووفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف وكافة الوزراء والمسؤولين الى ما يحبه الله ويرضاه من القول والعمل.