موضي الزهراني
« كانت مرحلة انتقالية في حياتي أصعب من جميع الظروف التي مررت بها مع زوجي الظالم، وبعد دخولي السجن بسبب خديعته لي، وبعد الإفراج عني بعد قضاء سنوات طويلة في السجن ! لقد كانت مرحلة مصيرية تقررت خلالها حياة جديدة لي، وذلك بفضل الحب الصادق الأبوي الذي لايقارن بأي حب آخر يستنزفك حتى يرميك في الحضيض»!
لا أستطيع إلا أن أرسل هذه العبارات لأغلى شخصين في حياتي وأقول لهما:
أبي، أمي : أنتما نموذجان لا يتكرر أبداً في حياتي، فأنتما الحب الحقيقي الذي لا يمكن تعويضه!
* ما سبق خاتمة لرواية «سجينة العشق» التي تحكي قصة فتاة صغيرة في المرحلة الثانوية، خدعتها المسلسلات العاطفية وتعلقت بشاب من خارج نطاق قبيلتهم، فأراد الارتباط بها، فكان مصيره الرفض والنبذ من أسرتها، ومصيرها كان التعنيف والمعاملة السيئة من أسرتها التي لم تستطع إقناعها بالابتعاد عنه بسهولة ! مما دفعها للهروب معه، والاختفاء لفترة انتهت بالقبض عليهما وإيداعهما السجن، ولكن كالعادة دفعت ثمن هذه النزوة لسنوات طويلة قضتها في السجن خوفاً من الخروج والعودة لأسرتها بالرغم أن حكمها مجرد شهور بسيطة! هذه القصة المؤلمة تتشابه معها قصص كثيرة لفتيات ينخدعن باسم الحب الطائش في سنوات المراهقة، ويتعلقن بذلك الشخص تعلقاً شديداً خاصة ممن يفتقدن للعلاقة العاطفية الأسرية الآمنة، ويتهورن بالإصرار على الارتباط عاجلاً حتى وإن رفضت الأسرة ذلك الارتباط لأسباب قبلية أو مادية أو أخلاقية، لكن هذا الرفض يدفعهن للأسف للهروب خارج المنزل، وبسبب هذا الهروب يتعرضن لمواقف أخلاقية وجنائية تنتهي بهن إلى داخل أسوار السجون! ولكن الرسالة الانسانية التي أتمنى إيصالها لكثير من الأُسر المهملة لبناتها عاطفياً من خلال قصة بطلة هذه الرواية، وضحية العشق المزيف، هو أهمية دور الأمهات والآباء بعد سقوط بناتهن في هاوية الهروب المنزلي بسبب هذه العلاقات العاطفية المرفوضة شرعاً، ومايتحملونه من مسؤوليات عظيمة تجاه هذه الأمانة المكلفين برعايتها، وحاجة بناتهم للوقوف بجانبهن وعدم التخلي عنهن لسنوات طويلة في السجون، بسبب سلوكهن المتهور الذي قد لم يدركن خطورته حينها! فهذه الرواية تحكي نموذجاً مثالياً عن أبوين مثاليين في فرحتهما في العثور على ابنتهما بعد هذه السنوات، ومسامحتهم لها، والاستجابة لدور الحماية الاجتماعية بالرياض في الوقوف بجانبهم، لإعادة العلاقات مابينهم وابنتهم وذلك بعد نسيان الماضي، ومنحها فرصة للعيش بينهم بأمان وسلام، فهذا هو الحب الأسري الحقيقي القائم على التسامح والاحتواء والدعم العاطفي، الذي يمنع أي فتاة هشة عاطفياً أن تفكر في الهروب من أسرتها مهما كانت الأسباب!
(وأخيراً أدعو المهتمين والناشطين في المجال الأسري والحقوقي، لدعم هذه الرواية والتي ستحظى بحفل توقيعها الليلة في معرض الرياض الدولي للكتاب بالرياض الساعة الثامنة مساء).