رقية الهويريني
تشهد الساحة المحلية هذه الأيام الحملة التوعوية «بكيفك»، الهادفة لتوعية الجمهور حول دلالات بطاقة اقتصاد وقود المركبات، وما يتعلق بها من السلوكيات المثلى للقيادة التي تسهم في خفض استهلاك البنزين.
وفيما حُشدت الجهود التوعوية الإعلامية لإنجاح هذه الحملة عبر لقطات ودعايات تلفزيونية تتميز بأنها لطيفة ومعبرة، وتصب في الهدف الأكبر للحملة الوطنية الشاملة لترشيد استهلاك الطاقة «لتبقى» التي شُرِعَ بتنفيذها عام 2014م، بداية بحملة «تقدر تخفض فاتورتك»، الهادفة لترشيد استهلاك أجهزة التكييف، مروراً بحملة «الفرق واضح» المتعلقة بالعزل الحراري في المباني، ونهاية بحملة «بكيفك» - والتي نأمل ألا تكون الأخيرة - وهي التي ترمي للاقتصاد في وقود المركبات، واستخدامها بالشكل الأمثل الذي يحقق الفائدة للوطن والمواطن. إذا علمنا أننا نستهلك كمية هائلة من النفط للمركبات فقط. وهي حملات وطنية راقية تستهدف الاقتصاد والتوفير في استهلاك الطاقة عموماً.
وتنشط وزارة التجارة حالياً بمتابعة وضع «بطاقة اقتصاد الوقود» على المركبة، لمساعدة المستهلك على اختيار السيارة الأقل استهلاكاً للبنزين، كما أن وزارة البترول وضعت توصيات عدة منها تجنب التسارع والتباطؤ المتكرر والمفاجئ في القيادة، والعمل على استخدام مثبت السرعة في الطرق السريعة لمساهمتها بتقليل استهلاك الوقود، إضافة إلى تعريف قائد المركبة بأن إحماء السيارة لمدة تتجاوز ثوانٍ قليلة يعد هدراً للطاقة، كما يؤثر سلباً على العمر الافتراضي للمركبة.
ولا شك أن تلك التعليمات مفيدة ومؤثرة ولكنها تحمّل قائد السيارة المسؤولية كاملة بينما لا تتحمل أمانات المدن وبلديات القرى والأحياء أية مسؤولية! وأقصد بالتحديد المطبات الصناعية التي وضعت في كل شارع بطريقة عشوائية وبارتفاع مخيف ومزعج، فضلاً عن تسببها بتلف للسيارة، حيث يضطر السائق للتوقف تماماً حتى يتمكن من الاستعداد لقفز المطب! ولا أبالغ حين أقول إن شارعاً واحداً لا يتعدى طوله 500 متر يوجد به أربعة مطبات! فأين ذلك من التوجيه بعدم التسارع والتباطؤ تقليلاً من استهلاك الطاقة؟! إن وضع المطبات الصناعية بهذه الصورة يجلب الخطر حيث يضطر السائق للتهدئة، وما يلبث أن يتفاجأ بسيارة مسرعة خلفه لم يعر قائدها المطب اهتماماً فتحصل الكارثة!
بل إن هناك مطباتٍ تسبق بعض الإشارات المرورية مباشرة فيقع السائق بورطة: إما اللحاق قبل وميض الإشارة الحمراء أو التهدئة لأجل المطب الذي ينمو ويكبر ويترعرع بالشوارع! لذا أود أن أهمس بأذن الحملة بأن استهلاك الوقود في ظل المطبات باقٍ ويتمدد، وليس دائماً «بكيفك»!!