عثمان أبوبكر مالي
أخذ موضوع الصراع القائم بين مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وجمعيته العمومية منحنى تصاعدياً كبيراً، بعد أن وصل الأمر إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الذي وافق على وصول لجنة لتقصي الحقائق في الاتحاد السعودي بناءً على طلب جمعيته العمومية، وذلك بعد اتساع دائرة الخلافات بين الطرفين، وستباشر اللجنة الدولية عملها يوم الاثنين القادم قبل وقت قريب من الموعد المقرر لعقد الجمعية العمومية التي حُدد لها الخامس والعشرين من هذا الشهر.
الفيفا هو (الملاذ الأخير) أمام أعضاء الجمعية العمومية للوقوف أمام (ديكتاتورية) رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وقوة شخصيته وتمسكه بخطواته وقراراته وإصراره عليها والمضي فيها قُدماً، والتي ظهرت منذ بدأ المجلس (المنتخب) أعماله وفي العديد من قراراته الهامة و(المؤثرة) في مسيرة الكرة السعودية ومسيرة المجلس نفسه، وأقول: قوة وديكتاتورية أحمد عيد رغم ما يُؤخذ عنه، وما يُشاع أنه رئيس (ضعيف الشخصية) وأن إدارته هشة، والواقع والقرارات والخطوات والإصرار عليها والمضي فيها قُدماً - رغم المعارضة الكبيرة عليها - عكس ذلك تماماً، وهناك العديد من الأدلة والشواهد على ذلك، وسأذكر أهمها من وجهة نظري:
- تمسُّكه بالمدرب السابق الإسباني (لوبيز كارو) رغم الانقسام والرفض الكبير له من أغلبية الوسط الرياضي، وحتى بعض أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، ومن أسمائه (المؤثرة) والاستمرار به حتى انتهاء بطولة الخليج (بغض النظر عما إذا كان ذلك صحيحاً أو خاطئاً، وكانت الأصوات تنادي بقوة بفسخ عقده فور الانتهاء من تصفيات كأس أمم آسيا.
- توليه شخصياً ملف البحث والتعاقد مع المدرب الجديد القادم للمنتخب الأول، بعد موافقته على تولي كوزمين المهمة (مؤقتاً) في بطولة أمم آسيا، ورفضه تغيير الجهاز الإداري للمنتخب خلال تلك الفترة، وتمسُّكه بزكي الصالح وطاقمه الإداري.
- إصداره قرار تعيين رئيس بعثة المنتخب السعودي إلى بطولة أمم آسيا، وإسناد المهمة للدكتور خالد المرزوقي بعد استقالة مشرف المنتخب (السابق) الدكتور عبد الرزاق أبوداود، وإصراره على قراره رغم اعتراض بعض أعضاء مجلس الإدارة وظهور من يرفض، ومن يُطالب بالمهمة لنفسه أو لاسم محدد.
- رفضه طلب ورغبة مدرب المنتخب (المؤقت) كوزمين تأجيل مباراة الاتحاد والهلال في بطولة كأس سمو ولي العهد قبل بطولة أمم آسيا ومصادقته على قرار لجنة المسابقات بعد اجتماعه بها باعتماد إقامة المباراة في موعدها رغم رغبة الهلال وتهديدات كوزمين، ويأتي في هذا السياق مصادقته على كل قرارات وخطوات لجان الجدل في الاتحاد وغيرها وقراراتها.
- تمسُّكه برؤساء لجان الجدل الكبير (الحكام والانضباط والاستئناف) رغم الرفض الكبير لهم والاحتجاجات المتزايدة عليهم من الأندية، خصوصاً الكبيرة منها ومن الإعلام الرياضي، مع قيامه باستبدال أعضاء اللجان المذكورة، وذلك عكس السائد في مثل هذه الأمور.
- تجاهله خمسة بيانات - أو أكثر - صدرت من الجمعية العمومية للاتحاد فيها مطالب وحملت تهديدات ووعود الإطاحة بالمجلس وإنذاراً بسحب الثقة، وعدم الاكتراث لمطالبها، بل تجاوز الأمر الى إرغام الأمين العام للاتحاد (أحمد الخميس) للظهور الفضائي لأول مرة للمواجهة والرد المفصَّل على بيانات وادّعاءات بعض أعضاء الجمعية العمومية وتصريحاتهم الإعلامية.
- تجاهل بعض مطالبات ومقترحات الرئيس العام لرعاية الشباب شخصياً - الرسمية والشفوية - وعدم تنفيذها، أو حتى عرضها للنقاش في اجتماعات مجلس إدارة الاتحاد، ربما لاعتبار ذلك تدخلاً (مباشراً) من الرئيس فيما ليس من اختصاصه، وأدى الأمر إلى أن (يهدد) الرئيس العام بأن هناك مقترحات ومطالب، إذا لم تُنفذ سيتدخل رسمياً رغم (مغبة) ذلك التصريح ومحاذيره الكبيرة لدى الفيفا الذي يرفض أي شكل من أشكال (التدخل الحكومي) في عمل وقرارات مجالس إدرات الاتحاد المحلية المنتخبة.
- إلغاء عقد الجمعية العمومية للاتحاد مرتين، المرة الأولى الاجتماع الذي كان مقرراً في ديسمبر الماضي، والثاني اجتماع الخامس من فبراير الماضي، ويبدو أن هناك ما يستند عليه المجلس في ذلك من نصوص في دليل اللائحة (الدولية).
- تجاهل رغبة وترشيحات كثير من الرياضيين، وفي مقدمتهم الرئيس العام لرعاية الشباب للأستاذ ياسر المسحل لمنصب عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم واختياره لنفسه وترشيح اسمه إلى غير ذلك من الخطوات والتوجهات والقرارات القوية.. فهل من يفعل كل هذا، وغيره شخصية ضعيفة؟!
كلام مشفر
يبدو أن التصريحات المثالية التي يرد بها أحمد عيد على الأسئلة والمواجهات وكلماته الباردة أو (الناعمة) في بعضها، هي التي أوحت للبعض أنه شخصية ضعيفة، والواقع والقرارات تُؤكد أنه شخصية قوية وديكتاتورية.