د. خيرية السقاف
أربعة عشر مليون طفلٍ سوريٍ، وعراقيٍ في وضع إنساني بائس..، «متأثرين بالنزاع القائم في العراق وسوريا..»،
هكذا جاء تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»...، منهم في سوريا فقط مليونان وستمئة طفل تغيبوا عن الدراسة..،!..
ناهيك عن المشردين، والمصابين، والفاقدين أولئك الذين بين غمضة عين، وانتباهتها انقضت بيوتهم فوق رؤوسهم..
عرفوا الموت، ولون الدماء، ولعب الصواريخ، والأسلحة، وكفَّ القنبلة، ومقصلة البشاعة..
عرفوا الملاجئ خارج بلادهم لا بيوتهم فقط، عرفوا الفرار من الرعب، والخوف، والوحدة،..
عرفوا بدل أبجدية اللغة، أبجدية الحرب..!
شابوا وهم في المهد، وهرموا وهم في اليفاعة..!!
أطفال الشام، والعراق الملتهبون من ينقذهم من لهيب الفرار عن أوطانهم، وشتات الديار في بلدانهم، وخزي العار في أهلهم..؟
إن حالة هؤلاء الأطفال، وصمة في التاريخ البشري، وعار على مجايلي المرحلة..!
أربعة عشر مليون طفل.. أليس هو عدد في الذمة، يسائل الضمير..؟!
هؤلاء كيف سيكون قادم زمنهم..، بل هم كيف سيكونون فيه..؟
أمنتقمين لأن صدورهم أصبحت مراجل نار..؟
أم مرضى بعد أن دكَّت سعتَها ظلمةُ ضياع..؟
أو جهلة لا يعرفون غير ثقافة الحرب..؟
أو مشردين لا يأمنون لموقع قدم..؟
هؤلاء الصغار كيف، وإلى أين..؟.. حين تقصدُ علاماتُ السؤال أعماقَها..؟
فعندها ذروة الاستفهام ما البلسم..؟
من يعيدهم أصحاء، أو يدلهم على نبع صفاء..؟
إنهم في المتوقع سيصبُّون كل ما خزنوه، واحتملوه فيما لا يحقق للحياة سلاماً، بل إنهم حينها سيكونون نواة لدمار ربما في شكل آخر، لكنه ليس أقل فداحة من الذي يعيشونه الآن من الضياع..!!