د. خيرية السقاف
في الجانب المتوازي تتدفق الإنسانية صورا جميلة مفعمة معبرة عن سخاء الإحساس في النفوس...
ضاربة صفحا عن الخط الآخر الذي لا يلتقي مع خطها..،
خط الراكبين موج النفوس الداكنة، الملتهبة الحارقة ذاتها، الحارقة خضرة الأرض، الحارقة سلام النفوس..!!
فهؤلاء الأسخياء تجدهم في مخيمات اللاجئين نفوسا باشة، وأرواحا مخضرة، وعيونا معطرة،..
إذ حتى العيون تشع عبقا في رحمة الله التي يجعل أزهارها في القلوب..!
تجدهم عند المحيطات ينقذون «حَمَلا» ضل به الطريق فاستقبلته أمواج عاتية، فيمدون أيديهم لانتشاله..
تجدهم عند محطات القطارات يمهدون سبيلا لدواليبها المنزلقة، أو قاطراتها المهتزة، أو سككها الملتهِمة، فينقذون مترديا، ومصدوما، ومتعثرا..ومفقودا..!!
تجدهم في مواكب الأحزان يمسحون الدموع، ويربِّتون على الكتوف، ويشدون الأزر..،
تجدهم عند مواقع البائسين يبادرون بلقمة في جنح الظلام تمتد، تقيم أودا ضامرا، ..
ويسكبون لهم رشفة ماء تروي صدرا عطشا نافقا،..
ويسدلون عليهم قطع كساء تستر عاريا يتقلب في زمهرير برد، أو قيظ حر..،!
تجدهم هناك حيث نداء ضال تتوه به خطاه..،
ومواء هرٍ، ونباح كلبٍ، وخوار جملٍ، ودبيب نملٍ..!!
تجدهم عند نوح حمامةٍ، ورجفة طيرٍ، وتلكؤ فراشةٍ، وتعثر يمامة..!!
تجدهم في الملمات كفوفا ندية، وألسنة رطبة، وحسا يقظا، وعطاءً مؤثرا..
تجدهم حيث الإنسان، هو الإنسان..،
قبل أن تلوثه طحالب الإغواء،..
وتأخذه مثالب الغرور،..
وتبدده مراكب الخط الموازي..!!
لذا لم تنته في الحياة فسائل النفوس اليانعة..، اليافعة..، الشجاعة..، الريانة بالحياة..،
العبقة بالجمال، الفتية بالعطاء..
تلك التي توقفك بين خطين متوازيين لتنتقي مركبة هذا النفوس المفعمة بالإنسانية..
وتغذ معها سيرورة نحو السعادة، والنماء.. والخير والعطاء، والحب، والوفاء.. لإنسان الأرض ابن الحياة...!
* * *
هذه الرؤية من وحي جملة من صور ناطقة تحت عنوان: «صورة مؤثرة للمحافظة على إيمانك بالإنسانية» الصفحة الرئيسة لموقع «الإم إس إن».