رقية الهويريني
أزعم أن كل مخلص في هذا البلد يطمح أن تعود الزراعة والمسطحات الخضراء للوطن، وتستأنف الحكومة تشجيعها القطاع الزراعي ودعم المزارعين بعد أن أوقفته على نطاق واسع، ودعت للتوجه إلى الاستثمار الزراعي في الخارج لحفظ مخزون المياه الجوفية. وهذا الإجراء وإن كان إيجابياً، لكنه يشعرنا بالحاجة لغيرنا ولا يحقق الاكتفاء الغذائي الذاتي الذي نطمح إليه.
والحق أنني طالبت في مقال سابق بإعادة النظر في السياسة الزراعية بهدف تحقيق الأمن الغذائي من خلال اللجوء لتحلية المياه لاسيما بعد الوصول لرفع الإنتاج وإمكانية وصوله إلى أكثر من 300 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، بعد الإجراءات التي أدت إلى انخفاض تكلفة تقنية التحلية وانخفاض قيمة الألواح الشمسية إلى80 % منذ 2006م إلى 2014م مما سيجعل السعر مجدياً اقتصادياً، وبالتالي يمكن استخدام المياه المحلاة لأغراض الزراعة.
وما جعلني أكثر تفاؤلاً بإمكانية عودة الزراعة إلى وطننا هو ما قرأته عن تحالف شركتي «أبيما وتيما» الإسبانيتين وتوقيعهما عقد تصميم وتنفيذ محطة تحلية المياه بالطاقة الشمسية مع شركة تقنية المياه المتقدمة التابعة لـ»تقنية القابضة» المملوكة لصندوق استثمارات الدولة، بطاقة إنتاجية تبلغ 60 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً لكل محطة، واستخدام آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا من خلال تصنيع الألواح الشمسية ذات الكفاءة العالية جداً داخل المملكة، وذلك في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
ولا شك أن استخدام هذه التقنية الجديدة الواعدة سيكفل تحقيق وفر بترولي يصل حتى 500 ألف برميل من البترول لإنتاج المياه المحلاة حالياً، ومتوقع الوصول إلى خفض الاعتماد على البترول إلى 50% في إنتاج المياه المحلاة بالطاقة النظيفة، ناهيك عن الأثر البيئي؛ حيث إن حرق البترول يترتب عليه تلويث للبيئة بعكس الطاقة الشمسية.
ونحمد الله الذي أغدق على وطننا نعمة البترول وحباها بهذه الشمس الساطعة طيلة اليوم، فهي دوماً مشرقة وذات إسقاط إشعاعي عالٍ جداً، مما يدعونا لإمكانية تعميم فكرة الألواح الشمسية واستخدامها على نطاق شخصي للمزارعين.
الجميل في الأمر هو أن تسليم المشروع سيكون في الربع الأول من عام 2017م بإذن الله تعالى، مما قد يعيدني فلاحة أستمتع بأغنية (احرث وازرع أرض بلادك)!