ناهد باشطح
فاصلة:
(من يبحث عن الظلم لا يحتاج إلى مصباح)
-حكمة عالمية-
ماذا يعني أن تشعر أنك مظلوم؟
هناك مثل عربي شعبي يقول (إن تنام مظلوماً أحسن من أن تنام ظالماً)..
لكن صاحب هذا المثل بالتأكيد لم يجرب فراش المظلوم كيف يمتلئ بأشواك لا تجعله يذوق طعم النوم العميق.
مؤلم أن تضيع فلا تعرف من يمارس سلطته عليك فتصبح مظلوماً وهي حالة تولد حين تكون شكواك مرتبطة بمؤسسات القوانين فيها إما قديمة أو يتكاسل الموظفون عن تنفيذها لأمنهم العقوبة.
والأقسى أنني امرأة في مجتمع يصارع نفسه بين تكريمي وإهانتي بين التعامل معي كإنسانة كاملة الأهلية أو قاصر تحتاج إلى وصاية مهما بلغ عمري!!
لأني امرأة لا استطيع أن أقابل الموظف لأشرح له مسألتي، في وزارات يحرص فيها المسؤول على قضاء حوائج المواطنين لكن بعض موظفيه يعرقلونها، وبعض الأمور لا يفيد معها الخطابات مهما كانت صياغتها بليغة, مشكلتي أنني امرأة لم تعلمني المدارس معنى حقوقي وكيفية المطالبة بها.
وقالت لي الأسرة بأن حقوقي محفوظة ولم تعرف يوماً أني سأحتاج أن أبحث عنها فلا أجدها محفوظة.
لا أعرف إلى أين أتجه ومن الموظف الذي لديه الصلاحية لينجز مسألتي فقط لأني امرأة ابحث عن حقوقي.
قالوا لي: يجب أن يكون لدي واسطة وكنت اسمع أمي تقول في دعائها واسطتي هي الله.
وأنا امرأة بسيطة لا أعرف أحداً له منصب أو شأن ونفوذ يساعدني، لماذا أشعر بالذل وإنا أطالب بحقي؟
ولماذا أتعرض لمن لا يحترمني كعقل؟
ولماذا يشعرني الموظف انه صاحب فضل وهو يؤدي عملاً يحصل منه على أجر؟
هل الموظف أيضا يشعر بالظلم ويسقط على مشاعره؟
صباحاتي تبدأ بالابتهال إلى الله وتمضي ساعات يومي في انتظار رنين هاتفي أو انتظار معلومة تساعدني في حل مسألتي.
أقسى ما في إحساسك بالظلم أن تعتب على بعض أناس في بلدك الذي تحبه وتريد أن تعيش فيه دون المساس بكرامتك.
بلدك لا يظلم... بلدك رمز لكل الجمال، لكنهم الناس الذين فقدوا معنى نصرة المظلوم بدعمه أو حتى كف يده عن الظلم، الناس الذين لا يدركون أن عرقلتهم لصاحب مظلمة يمكن أن تدمر حياتهم ولو بعد حين، اللهم انصر كل امرأة رجتك وحدك أن تفرج كربتها فلا حول ولا قوة لها إلا بك وحدك.
«هذه ورقة من مذكرات امرأة مظلومة، وأوراق النساء ومذكراتهن إما في إدراج مقفلة، أو في مهب الريح».