عبد الرحمن الشلفان
حينما يكون الحديث عن الرجولة ومواقف الرجال ممن تعمر المجالس بذكرهم من أولئك الرجال الأفذاذ وما صار لهم من مساهمات ومواقف مشرفة من بدايات المراحل الأولى لإنشاء هذه الدولة الفتية على يد ذلك القائد العظيم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه يأتي ذكر البعض منهم مصحوباً باستحضار لما كان له من مواقف وما تحمّله من مهام ومسؤوليات عبر تلك المرحلة الزاهية من تاريخ هذه البلاد وما بعدها.
ولعله من المناسب وفاء لأولئك الرجال وما كان لهم من تاريخ حافل بالمساهمات المشرفة في خدمة الدين وولاة الأمر والوطن والذين من بينهم صاحب الشخصية الفذة والمساهمات المشرفة الأمير/ عبدالعزيز بن عبدالعزيز بن جاسر بن ماضي رحمه الله المولود في روضة سدير، التي شهدت بداياته ملازماً لشقيقه الأمير محمد بن عبدالعزيز بن جاسر بن ماضي أمير روضة سدير حيث كان يتولى الإمارة فيها عن أخيه في حال غيابه رحمه الله من عام 1342-1347هـ وفي الأعوام 1347هـ، 1348 إلى عام 1352هـ كانت له رحمه الله مشاركات ومهام عمل مع كل من الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله حينما كان أميراً لمكة المكرمة والأمير خالد بن عبد الرحمن رحمه الله والتي من خلالها تشرف بمقابلة الملك عبدالعزيز الذي شرفه بانتدابه أميراً لجباية زكاة بعض البادية وليرجع بعدها ويبقى مع الملك فيصل رحمه الله ما بين عام 1349 و1350هـ لينضم بعد ذلك إلى جيش الملك عبد العزيز بقيادة الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي رحمه الله للذهاب إلى تهامة لتأديب بعض المتمردين.
كان صاحب شخصية قوية ومهابة فيما كان التواضع والبساطة والمروءة والكرم من سماته وسجاياه وصفاته مع كل من يعرفه ومن لا يعرفه يتخلق بخلق دينه الإسلامي الحنيف مثلما شغفه بالبر والإحسان ومساعدة الضعيف وفياً ودوداً للأقارب وذوي المودة من المعارف والأصدقاء وطنياً في توجهاته العامة طالما كان شغوفاً لخدمة وطنه وفيا لرموز قيادته مثلما أحاديثه المقرونة بالفخر بمنجزاتهم ومواقفهم الوطنية والعربية والإسلامية المشرفة.
مولده وتعليمه وما كان من مهام ومسئوليات كان له القيام بها:
ولد الأمير عبدالعزيز بن عبدالعزيز بن جاسر بن ماضي في روضة سدير يوم 29-01-1330هـ وذلك بعد وفاة والده عبدالعزيز بن جاسر بأشهر ولذا سمي باسمه ونشأ في حجر أخيه الأمير محمد بن عبدالعزيز بن ماضي وقرأ القرآن على الشيخ (عبدالرحمن بن فنتوخ) وتعلم الخط والحساب وكان عنده شغف بمطالعة الكتب الدينية والأدبية وامتاز بسعة الاطلاع والإدراك وبدا عليه علامات النجابة والشجاعة منذ الصغر.
في أوائل عام 1352هـ صدر الأمر السامي بتعيينه أميرا لروضة سدير.
وفي عام 1354هـ عينه الملك عبدالعزيز أميرا على ضبا حتى عام 1362هـ.
وفي أواخر عام 1362هـ عينه أميرا لمدينة القطيف وبقي فيها حتى عام 1364هـ.
وفي عام 1365هـ عينه الملك عبدالعزيز أميرا على وادي الدواسر وبقي فيها حتى عام 1368هـ.
وفي عام 1368هـ صدر الأمر السامي لتعيينه أميرا لمدينة الخبر وبقي فيها حتى عام 1375هـ. وقد قام في تلك المدة بالإضافة إلى إمارة الخبر بالوكالة عن سمو الأمير عبدالمحسن بن عبدالله بن جلوي في الأحساء وعن سمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي في الدمام رحمهم الله، كما تولى رئاسة الهيئة الملكية لشؤون العمال لمدة 4 سنوات كما شارك في تأسيس صحيفة المنطقة الشرقية الأولى (اليوم) وكان هو من اختار لها هذا الاسم وبعدما عين الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أميراً للمنطقة الشرقية صدر الأمر الكريم بتعيينه مستشاراً خاصاً لسموه وبقي كذلك حتى توفي رحمه الله في 19 شوال 1419هـ في مدينة الخبر تغمده الله برحمته وله من الأولاد (له من الأبناء الذكور ثمانية: عبدالله - حمد - عمرو - مشاري - فهد، وتوفي له ابنان في حياته هما محمد - أحمد، وتوفي بعد وفاته ابنه سعود) رحمهما الله جميعا.
كان ذا مروءة وعزة نفس وقال عنه سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز خلال تشييعه: عاش عزيزاً ومات عزيزاً.