د. خيرية السقاف
من يشهد مشهد أيام «معرض الكتاب» يسحب يده الوجلة عن صدره، ويطمئن إلى مجتمع قارئ..!
يعني مجتمع معرفة، واطلاع، وتعايش مع متغيّر، وإلمام بجديد، ومتابع لتطور، ومضيف للبنة، و..، و..، و..،!
من ثم، واسع الأفق، متسامح النفس، هين العريكة، بيِّن الرأي، حكيم الرؤية، عادل الحكم، منطقي الفكر،..،..،..،!
من ثم، قادراً على التآلف، متمكناً من الحجة، روياً في الحديث، يسيراً في التعامل،..
هذا لأن الكتاب مدرسة،..
ولأن الأفكار بوصلات..،
ولأن الدأب على القراءة تهذيب للخلق..، واكتساب للفكر..، وإغناء للنفس..!
من ثم، لأن الغنى الفكري يورث الغنى الداخلي..،
فالغني مطمئن، والمطمئن متأمل،..
والتأمل هو البوتقة للفعل الحسن بأي أنواع الفعل..!!
فهل كل هذا الزحف من الناس، الذين على مدى عشرة أيام قد تزاحموا..، وتناكبوا..،
وفرطوا أكياس نقودهم..، وحملوا على أقدامهم مشياً..، ولم يبالوا بحجم صرفهم من أجل أن يعودوا لبيوتهم بهذا الصيد الثمين من المعرض قراءً نهمين..؟!!
وهل هي المحصلة كما قلت..؟!،
أم أنها في النهاية كومة من الورق الصامت يضج ألماً في الرفوف حتى عام قادم..؟
أو أنها مجرد أيام يكون فيها موعد بمعرض الكتاب لفسحة تغيير..، وكسر ضع اعتيادي،
ولقاء من هم في أطراف بعيدة من المدن بالدافع ذاته..؟!..،
أم أن معرض الكتاب تظاهرة ثقافية ليست تحقق أبعادها كما ينبغي..؟!
إلا لفئات قليلة جادة نحو غاياته لا أكثر..؟!
مجرد ثرثرة، وأنا واحدة ممن في المشهد..!
لا أدري لماذا أقتني الكتاب، وقد اغترب أكثر الجديد مما نقتنيه من الكتاب..!!
فكل معرض كتاب، وأنتم في الانتظار على خير عمل..،
وعلى خير علم..،
وبمزيد من أرصدة.. بكل أنواعها..!!
وتخرجون منه بشعور آمن لا غربة فيه..، ولا وحشة..!!