د. خيرية السقاف
بدأت بعض مديريات التعليم في إجراء عقوبات تنفيذية مع من يتغيّب عن المدارس سواء مدراء, أو معلمين..
ولا شك بأن الطلاب أيضاً لابد أن يتخذ بشأن غيابهم إجراءٌ مماثلٌ.. إن ثبت أن غيابهم عن الدراسة قبل الإجازات بأيام ناتج عن رغبتهم الذاتية, وتساهل الوالدين في الأمر..!
أما إن كان بسبب تهاون في توجيهٍ من قبل معلميهم يحثهم على عدم المجيء للمدرسة فسحة منهم في الأيام ما قبل الإجازات, فإن الأمر يناط بالإدارة, وصرامة التنفيذ لتعليمات عدم الغياب ولو قبل الإجازة بساعات..,
ولعل الوقوف على حقيقة الأمر يستسقى من الطلاب أنفسهم، تحديداً الصغار منهم الذين لا يعرفون الكذب بعد, فهم الذين ينقلون لآبائهم رغبة المعلمين في غيابهم بحجة أن هناك طلاباً غائبين, فلا يعقدون الدروس على عدد قليل من الحاضرين...إذ كثيراً ما يسمع الآباء أن أبناءهم لم يتلقوا دروساً بحجة غياب زملائهم في مثل هذه الأيام.
إن المدارس في الدول المتقدّمة علمياً، وتربوياً تتعامل بصرامة مع المتغيبين، بل هناك منها ما ترفض عودة الطالب للمدرسة إن تجاوز يوماً عمّا هو مسموح به في أضيق فرص السماح.., ولا تتقبله مدارس أخرى إلا وفق إجراءات صارمة..
فالغياب عن المدرسة هدر من نواح عديدة,.. نتائجه مهمة، وخطيرة غالباً..
ومحصلته تعطيل للخطط الدراسية، وعدم تمكين المعلم، والطالب معاً من تحقيق الأهداف, والتمكن من المحتوى.., وربما يكون عائده على المجتمع فساداً ومضيعة..
وهو في النهاية سلوك غير مسؤول، ينعكس في تربية الناشئة، والصغار منهم، إذ يحرمهم من الوعي بقيم الانضباط وتمثّلها، وكذلك بالمسؤولية, والمبادرة, والحرص..
وشأنه بين يدي الوزير قبل غيره لإعادة ضوابطه، وتنفيذها بدقة، وشفافية، وتنفيذ عقوباته بلا تهاون إن شئنا أن تكون مؤسسات التعليم مصانع منتجة.