فاطمة العتيبي
أستغرب جدا افتتان بعض الوزارات والهيئات بالتوعية بدورها دون أن يكون لها دور حقيقي في الواقع!
ولا أدري لماذا نفتقد التكامل بين جهاتنا في القطاع العام، مثلا إذا أرادت أي وزارة أو أي هيئة أن توعي الناس في أمر ما حول الجودة أو التعليم الإلكتروني لم لا يتم التنسيق مع وزارة الإعلام وترسم الأخيرة خطة إعلامية إستراتيجية متسقة مع خطة الهيئة الإستراتيجية وتنفذ الخطتان معا!
لأن الوعي لا يتشكل من ندوات تقام في قاعات خمس نجوم لا يحضرها إلا القليلون! بل يتطلب الأمر عملا دؤوباً ومنظما لصياغة فكر وتوجهات المجتمع تبذل فيه الجهود متسقة مع العمل الحقيقي والواقعي الذي يرى رأي العين!
لا تكفي الندوات والأوراق العلمية والكلمات الخطابية، يبدو لي أن أهم أهداف مرحلة القيادة الجديدة هو ترشيد الكلام والتركيز على الإنتاج والأفعال.
الأمر ينطبق على كل الجهات، فوزارة مثل التعليم أيضا لم تستطع بعد أن تتكامل مع وزارة الإعلام في خطة إستراتيجية لأنها أنجزت خطة إستراتيجية لمشروع تطوير ولا أدري لماذا لا تعتبرها خطة الوزارة ؟ ولم تشرع في تنفيذ برامجها بعد، لم تسع مع وزارة الإعلام لتوعية المجتمع، لم تتمكن من تعزيز موقفها حول أهم قضاياها، لم تنجح بعد بإقناع مختلف الشرائح في قضية مثل تعيين المعلمات في مناطق نائية، وإنه أمر حتمي لأن من حق كل طالب وطالبة في الدولة أن تصله خدمة التعليم، ومن حق كل معلمة سعودية كفء أن تعمل في أي مكان في وطنها طالما أنها راغبة وطالما حاجة هذه القرى للمعلمات قائمة، وإن العمل جار على الاكتفاء من معلمات القرى والهجر،كما أن الوزارة تعمل على ترسية قيم العدالة في عملية النقل والتعيين وتعزيز موقفها بإثبات العدالة عبر الشفافية والإظهار وجعل المجتمع ذاته رقيبا على نزاهة عمليات النقل. لو عمل الوزارة في الواقع يتم وفق هذه الاشتراطات لتمكنت وزارة الإعلام من مساعدتها وإيصال رسالتها.
هذه من أهم الرسائل التي فشلت وزارة التربية سابقا في إيصالها للمجتمع لأنها مشغولة برسائل ضعيفة هشة ذهبت أدراج الرياح مع أصحابها.
الآن وعلى مدى ست سنوات مضت ماذا حدث في التعليم العام تحديداً؟ ماذا بقي للتاريخ من كل ذلك الضجيج الهادر والفلاشات ومئات الكلمات التي ألقيت والرحلات التي نفذت والمؤتمرات التي أقيمت والوظائف التي شغلت والترقيات التي منحت. ماذا بقي للتاريخ، ما هو الشيء الذي بدأ وانتهى من تنفيذه وسيستمر أثره نافعاً على مدى عقود هذا هو الشاهد الحقيقي للعصر!
التوعية مهمة الإعلام، لكن الإعلام لا ينجح في تشكيل وعي شرائح المجتمع إلا إذا كان يستند على وقائع حقيقية وليس مجرد فقاعات وكلام إنشائي بليد!