سليمان الجعيلان
(100) مليون ريال هي مجموع ديون نادي الهلال مع نهاية الموسم الرياضي، تسبب فيها سوء الصرف والتصرف الإداري، وخلّفها ذلك الهدر والتبذير المالي لإدارة الهلال السابقة برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد، الذي أكد وأثبت (80) مليوناً منها، بينما الـ(20) مليوناً المتبقية فقد ساهم فيها هذا التضخم العالي في مصاريف النادي، التي اضطر معها رئيس الهلال المكلف محمد الحميداني إلى ابتعاده عن النادي، وعدم حضوره إلى مقر الهلال أياماً عدة بسبب الأزمة والضائقة المالية التي يعيشها الهلال، وتكشفت كل تفاصيلها وأسرارها وأضرارها بعد استقالة الرئيس السابق الإجبارية!!.. أفهم وأتفهم أن
الكثير من الهلاليين لا يريدون العودة للوراء، ولا يرغبون في الحديث عن الإدارة السابقة وأخطائها الكبيرة والمتكررة، ويأملون بنيسان إخفاقاتها ونكساتها المحبطة، ولكن يبدو أن أزمة الديون (الضخمة) التي تكبدتها وتئن من ضخامتها خزانة نادي الهلال هي التي ستعيد الهلاليين إلى نقطة الصفر، بعودة المشاكل الهلالية، واستحضار الأخطاء الإدارية، ومواجهة ومساءلة الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن مصير هذه الديون وكيفية سدادها، ومتى سيتم الإيفاء بها وتصفيتها، ولاسيما أنه قطع عهداً ووعداً على نفسه في مناسبات عدة بأنه لن يترك رئاسة النادي والهلال عليه التزامات مالية!!.. وبالمناسبة، وفي بداية عهد إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد، وتحديداً في (يونيو 2008)، تبادل رئيسا الهلال السابقان الأمير عبدالرحمن بن مساعد والأمير محمد بن فيصل البيانات الصحفية والتصاريح الإعلامية حول الديون المترتبة على إدارة محمد بن فيصل حتى بات الهلال وديونه حديث الرياضيين وفاكهة مجالس المتابعين، على الرغم من أنها لا تتجاوز (20) مليون ريال، وفيها تفاصيل كثيرة، لا يتسع المجال لذكرها، ولكن أهم ما حصل فيها أن الأمير فيصل بن سعود بادر بتسديدها عن ابنه محمد، وتحقق لإدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد ما أرادته من إثارتها إعلامياً. وأزعم أن جميع الهلاليين لا يتمنون تكرارها، ويرجون أن يسارع الأمير عبدالرحمن بن مساعد في الإيفاء بالديون المتراكمة في فترة رئاسته، ولا ينتظر إلى أن يصدر رئيس نادي الهلال القادم بياناً ضد إدارته، ويطالبه بتسديد الديون؛ لكي لا تكون عقبة في طريق نجاح الإدارة القادمة، و»تلخبط» برامجها كما قيل سابقاً!!.. ما أستغربه وأتعجب منه في هذه القضية الهلالية المهمة هو التعامل الشرفي الهلالي السلبي مع أزمة الديون الحالية التي لم يتطرق أحد منهم - مع كثرة ظهورهم الإعلامي - إلى الآلية في سرعة حلها، وإلى كيفية إغلاق ملفها، وهل تم نقاش تفاصيلها مع الرئيس المستقيل وسؤاله لماذا وكيف وصلت ديون الهلال إلى هذا الرقم العالي وبلوغها (100) مليون ريال، مع وجود العديد من الرعاة والشركات الاستثمارية، ولاسيما أن هذا الملف الخطير هو ما يؤرق ويقلق الهلاليين في الوقت الراهن أكثر من أي شيء آخر؛ لأنه مرتبط بمرحلة انتقالية. ويُفترض أن شرفيي الهلال قد استفادوا من أخطائهم، وحسموا قرارهم، وعزموا أمرهم على تفعيل الجمعية العمومية لاختيار رئيس الهلال الادم، وفتح باب الترشح لكل فئات المجتمع، وعدم حصرها على فئة معينة، وفي (قصور) محددة، خاصة أن الشرط الذي وضعه الأمير عبدالرحمن بن مساعد لعودته - وهو (اتفاق) الهلاليين على رئاسته للهلال - لم ولن يتحقق بعد تجربة غير موفقة بتاتاً، ما عدا - للإنصاف والأمانة - أول موسمين في فترة رئاسته الأولى!!
نقاط سريعة
** ظهور العديد من الأسماء الهلالية الراغبة في رئاسة نادي الهلال وكبير الكبار دحض ونسف ما يراد تصويره على أن كرسي رئاسة نادي الهلال شبحٌ مرعبٌ للراغبين فيه!!
** رفع الإيقاف (المؤقت) عن مهاجم الهلال ناصر الشمراني جاء في الوقت المناسب، وأنقذ الهلال من (صفعة) اللاعب اليوناني سامراس، التي هي صورة من صور سوء الصرف والهدر المالي لإدارة الهلال!!
** وما زال الهلاليون يكررون نفس الخطأ في التعامل مع اللاعب المخطئ.. نعم، عاقب اللاعب، ولكن لا تخسره!!
** بيان الاتحاد السعودي لكرة القدم الاستباقي بعد اجتماع الفيفا جاء على طريقة «لا أحد يستطيع إسقاطنا»، وكأن رئيس الاتحاد السعودي وأعضاءه يجهلون أنهم سقطوا من أعين الكثير من الرياضيين قبل حضور لجنة تقصي الحقائق!!
** بعض الكتّاب الاجتماعيين يتطفل على الوسط الرياضي، ويدلف إليه بتعصبه المقيت وجهله المطبق، ويفضح ضحالة اطلاعه على القضايا الرياضية، ويضلل الرأي العام بقصد أو بدون قصد!! فهل يُعقل أن نكذب استفتاء شركة زغبي عام (2008) الذي أعلن (تصدر) نادي النصر الأكثر كراهية بين الأندية، ونصدق كاتباً اجتماعياً قاده تعصبه لتغييب وتغيير الحقيقة؟!
** مباراة النصر والأهلي مباراة بطولة، وليست مباراة صدارة.. هكذا أراد النصراويون تصويرها، ووقع الأهلاويون في فخها، وربما قد يخسرها الأهلي إذا دخلوها كما يريد النصراويون.. ومن مصلحة الأهلي المحافظة على فارق النقاط الـ(5)؛ لأن تعثر النصر في مباراتين على الأقل قادم لا محالة!! والله اعلم.
** مقتنع ومتيقن بأن الدوري فيه عقبات عديدة ومفاجآت مقبلة!!