جاسر عبد العزيز الجاسر
لم يعد هناك خيار أمام المجتمع الدولي، وبخاصة في المنطقة العربية، وليس إقليم الخليج العربي (الجزيرة) فقط، أمام ما يحصل في اليمن، إما ترك هذا البلد المهم يسقط في دائرة الفوضى التي يسعى نظام ملالي إيران إلى إشاعتها في المنطقة العربية، وبخاصة تطويق دول الخليج العربية بدول فاشلة، تعم فيها الفوضى، تكون تحت حكم المليشيات والجماعات الطائفية التي تستلهم التجربة الإيرانية، بفرض حكم ولاية الفقيه وفق الترجمة الفارسية للاثنى عشرية، التي تربط الولاء المذهبي بالنزعة الفارسية من خلال إعادة الاعتبار للإمبراطورية الفارسية بغطاء مذهبي، ومن مواقع عربية يعتبرها الفارسيون أرضاً تابعة للإمبراطورية التي أدخلها العرب المسلمون في دائرة الإشعاع الإسلامي.. أو مساعدة اليمنيين في مواجهة المد الطائفي والانفلات الأمني والسياسي الذي يعمل الحوثيون، بمشاركة فعالة من جماعة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على تأجيجه وتأجيج الطائفية، واجتياح المحافظات اليمنية، وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح؛ وهو ما يتطلب من الدول العربية مجتمعة التنبه؛ لأن اليمن يشكل البوابة الجنوبية للوطن العربي، ويعلم العرب جميعاً ماذا حصل للعرب جميعاً بعد أن فقد العرب البوابة الشرقية «العراق»، التي يسيطر عليها أتباع ولاية الفقيه، والتي فتحت الطريق لهم لاحتلال سوريا ولبنان معاً.
نعم، توجد حكومات في العراق وسوريا ولبنان، ولكن من يملك القرار السياسي والأمني وحتى الاقتصادي في تلك البلدان؟
إذاً، فالسيطرة على اليمن ستفتح الباب والطريق أمام أتباع ولاية الفقيه في إيران وعملائهم من الحوثيين، وممن اشتروهم بالأموال، ووعدوهم بإعادتهم للحكم.. وستفتح الطريق إلى الهيمنة على إقليم الخليج العربي والجزيرة العربية، بدءاً بالسيطرة على باب المندب، وبالتالي التحكم في مسار الملاحة في البحر الأحمر، خاصة أن لأتباع ولاية الفقيه في الضفة الأخرى من البحر الأحمر ومدخله حلفاء مستعدين للتعاون مقابل ما تدفعه طهران من رشى وأموال. وإيران لا تُخفي سعيها إلى ضم البحر الأحمر وسواحل البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي لإحكام قبضة أتباع ولاية الفقيه على المنطقة.