فهد بن جليد
بمجرد زيارتك إلى أحد (مُعالجي) الأسواق الشعبية، تشعر بأهمية هؤلاء عندما يرفضون الاعتماد على نتائج (تحاليل) أو (صور أشعة) تمت في مستشفى، على اعتبار أن الأطباء في الغالب (استغلاليون) يحبون التحاليل والمصاريف؟!.
أحياناً تكون (الوصفة الشعبية) لا علاقة لها بالمرض، ولكن المريض يبحث عن (الشفاء)؟!.
فمثلاً ما علاقة (زيت الأرز) بعلاج الروماتيزم؟ ومن يضمن أن حبة البركة تزيل (الثآليل) بالفعل؟ وهل يُعقل أن العلماء لم يكتشفوا بعد أن (ماء الترمس) يُعالج البهاق؟!.
هذه الأيام، أفكر في جمع (غرائب طب) هؤلاء، وطباعتها في كتاب تجاري، أعتقد أنه سيكون (مُربحاً) قبل أن يكون (مرجعاً مُهماً)، فلن يسألك أحد عن علاقة (الحدج - الشري) أو (الحنظل) بعلاج البواسير؟ لأن معظم نتائج الدراسات العلمية المنشورة (غير منطقية) هي الأخرى؟!.
فهل تُصدق أن (الأنف) لا ينام؟ بمعنى أن الإنسان يستطيع الشم، وتمييز (الروائح) أثناء نومه؟!.
بعض نتائج هذه الدراسات تبدو (صادمة)، مثل تلك التي نشرتها (الديلي ميل) البريطانية نقلاً عن مجلة (علم النفس والشخصية)، وفيها أن العلماء توصلوا إلى أن (أكل البصل)، والجلوس بشكل مستقيم (تحت أشعة الشمس) من المُسببات الجديدة (لجلب السعادة) بين الزوجين، وعلى رأي المثل الشعبي لا الطب الشعبي، (إذا أكلت بصل أشبع)!.
يبدو أن من شروط (العلاج) لدى (الشعبيين والعلميين) أن يكون غير منطقي؟!.
لذا هل يمكن أن يكون هناك (معامل علمية) للمُعالجين الشعبيين، تحت إشراف جهات علمية معتبرة ومُتزنة، ليتم فحص وتقييم وتقنين (أدويتهم) و(تركيباتهم) أو (خلطاتهم) بدلاً من الاتهامات المُتبادلة بين الجانبين؟!.
عندما يرى الطبيب أن (المُعالج الشعبي) مُجرد فضولي مُتكسب (يبيع الوهم)، بينما المُعالج ينظر للطبيب على أنه عاجز، و(حبيس) مصالح شركات طبية، ونظريات علمية لا يمكن تطبيقها (بالتجربة والبرهان)؟!.
فمن هو (الخاسر الأكبر) بين الجانبين يا تُرى؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.