عبدالعزيز بن سعود المتعب
لست ممن يؤيد الخلط بين ما هو شخصي وما يفترض أنه يهم الجميع في أي شأن، وأكثر ما يزعج البعض تحوّل بعض الصداقات في الساحة الشعبية إلى عداوات، بعد انكشاف سوأتها وانحسار ثوب الزيف عنها مع الأسف.. وليت البعض كان كبيراً في أنفته وشيمته ورقيّه ونقاء سريرته بقدر حجم تمثيله لدور صداقته التي يدعيها..! أو على الأقل ليته فعّل رقي تعاطيه مع الآخر في فراقه بعد اتخاذه قرار اللا رجوع، بدلاً من أن يتجاوز على من كان صديقه الذي تربطه به اواصر كبيرة يعرف تفاصيلها أكثر مجايلي طرفيها من الشعراء، الذين صدموا بمن انبرى للنيل من صديقه الشاعر وعلى مرأى ومسمع من جميع متابعي إحدى القنوات الفضائية. ولا يغيب عن فطنة الجميع أن (الرصد أول خطوات العلاج) وأن (الضوء يكشف الظلام) وبالتالي فالعتب يتجاوز من صدرت منه هذه التفاهات إلى من باركها، بإعطائه الضوء الأخضر واستضافه باسم الإثارة التافهة التي لا تمت للمهنية الراقية والإثارة الصحفية بمفهومها الحقيقي بصلة، ولا عجب حين يناط الأمر بغير أهله وتحديداً حين يتصدر تقديم بعض برامج القنوات الفضائية الشعبية من لا يستشعر دوره أمام ضميره ونفسه قبل الناس، بل إن كل من شاهد اللقاء تعاطف مع موقف الضيف المؤسف الذي أهان نفسه ووضعها في موقف لا تحسد عليه ويستدعي الشفقة.. يقول الشاعر أبو العتاهية:
الصَّمْتُ زَيْنٌ وَالسُّكُوتُ سَلاَمةٌ
فَإذَا نَطَقْتَ فَلاَ تَكُنْ مِكْثَارَا
وَإِذَا نَدمْتُ عَلَى سُكُوتِي مَرَّةً
فَلَقَدْ نَدِمْتُ عَلَى الْكَلاَم مِرَارَا
أما الطرف الآخر فرغم أنه شاعر كبير ومحل احترام الجميع فقد كان الأولى به أن يتأنى في منح الثقة لمن يستحقها يقول المثل (جرّب صديقك قبل أن تمنحه الثقة)
Try your Friend before you trust him
وقفة للشاعر محمد المهادي - رحمه الله - :
الأجواد مثل البدر في ليلة الدّجا
والأنذال غَدرا تايهٍ من سرى بها