مهدي العبار العنزي
الوطن هذا كبير، بالمهيمن يستجير، ما حماه إلا رجاله، من جنوبه ومن شماله..
في هذا الوطن كلنا نردد هذا الكلام الذي نعتبره سهلاً في لفظه ولكنه أصعب من الصعب على كل من يتخاذل في خدمة وطن الإباء والشموخ إن وجد.
الذي يريد خدمة وطنه لا يبخل عليه في التضحية والفداء والولاء والانتماء والرجولة والعطاء. ولنعلم جميعًا أن أهم حقوق الوطن على أهله حمايته وتكريمه وتحصينه من المتربصين والمرجفين والحاقدين والطامعين. إنه الوطن الذي منحنا الحب واحتضن وجودنا وأجدادنا. أمواتنا وأحياءنا وسيبقى رمزًا لأبنائنا وأحفادنا. انظروا إلى العالم من حولكم. ملتهب، كله غضب، عليكم بالاستعداد. والاقتداء بتضحيات الأجداد، كانت ظروفهم صعبة ومع هذا صبروا وثابروا وتسلحوا بالصبر وها نحن نجني ثمار جهدهم وإخلاصهم وشهامتهم، فهل نتعظ وألا يجد المعتدي علينا منفذًا ليخرب ويدمر. نعم كل شيء يهون إلا الدين ثم المليك والوطن، نعم كل شيء يعوض إلا المقدسات. وحماية المحصنات..
نعم إنه الوطن الذي مثلما يفتخر بنا يجب أن يكون افتخارنا أكبر وعطاؤنا أكثر، لأن ذلك من أجلنا، نعم إنه الوطن الذي لا يستحق منا إلا الدماء، والصفاء والتصدي للأعداء. فوق كل أرض وتحت كل سماء. نعم لنا حقوق كثيرة ومن أهمها إتاحة الفرص وتوفير كافة السبل وتهيئة المناخ الملائم لكل مواطن ليخدم وطنه حسب مقدرته ورغبته.
ليس عيبًا أن يصبح أحدنا فنيًا في مجالات كثيرة ومهمة لا يستغني عنها أحد من المجتمع. ليس عيبًا أن يكون لدينا معرفة تامة في المهن التي يتولى تنفيذها عمالة أجنبية. نعم إنه الوطن الذي يحتاج إلى الروح الصادقة والنفوس الواثقة. إنه الوطن الذي لا يستفيد من أحاديث المجالس والخوض في ما لا يعنينا. نعم إنه الوطن الذي لا يلتفت إلى التفاخر ولا يقر التعصب في كل شيء. نعم إنه الوطن احفظوا هذه الكلمة جيدًا وهبوا إلى ميادين الشرف والعمل واستعدوا إلى القادم الذي ينذر بأننا مستهدفون، وإننا محسودون وإننا بأمر الله صامدين.
ومع الله نحن صادقون وعليه متوكلون، وفي الختام إنه الوطن وها هم شبابه يرددون بصوت واحد. دربونا وجربونا، حتى نرد الدين للوطن وأهله والله الهادي.