يوسف بن محمد العتيق
سقوط مرقب الرغبة التاريخي والذي سشيده الأهالي وجه لنا رسالة مهمة، وهي أن بعض المباني التراثية والتاريخية التي شيدناها مؤخراً بحماسة كبيرة في كثير من المواقع التاريخية في وطننا العزيز تحتاج إلى إعادة النظر في طريقة البناء والأسس التي قام عليها، فالكثير من المباني التراثية تبنى بالحماسة لا وفق دراسات علمية في كيفية البناء باللبن والطين مع الأسف الشديد.
حديثي هنا ليس عن هذا المبنى وحده بل عن كل مبنى تاريخي بناه الأهالي بالعاطفة والحماسة والحب، وتغافلوا أو نسوا أن هناك طرقاً للبناء يعرفها المتخصصون والمعنيين بالآثار. المشاهد الآن أن في كل قرية وبلدة ومدينة في وطننا الغالي هبة كبيرة للعناية بالمباني القديمة، وهذا شيء مطلوب ويبعث السعادة في قلوبنا، لكن السؤال كيف يكون البناء، وهل هو عن طريق العمالة ذات الخبرة المحدودة أو غيرة الموجودة نهائياً.
قد يجهل الكثير من المتحمسين للبناء وترميمي الآثار أن في جامعاتنا السعودية العديد من الدكاترة والعلماء المتخصصين في البناء البناء باللبن والطين، وهم مستعدون لتقديم خلاصة دراستهم لأبناء وطنهم في هذا المجال، وكل من زار أقسام السياحة والآثار في الجامعات السعودية سيجدهم مرحبين متعاونين معه، فهم أبناء الوطن، وأبناء هذه القرى والمدن، مهم من عاش وترعرع في ظل هذه المباني القديمة، وتجربتي الشخصية مع الكثير منهم تدعو للتفائل بدون أدنى شك.
آمل أن نستفيد منهم وأن يكونوا على اطلاع بهذه المشروعات قبل قيامها، وبخاصة أن الكثير من الأهالي ينفقون بسخاء على هذه المشروعات، فمن المهم أن يصاحب هذه الحماسة رؤية علمية على الدراسات المنهجية والأكاديمية في هذا المجال لتكون هذه المباني التراثية صابرة على عوامل الطبيعة.