إبراهيم بن سعد الماجد
لم يكن فجر الخميس 6-6-1436هـ فجراً عادياً عند الشيخ (أبو عبد الله) فقد أصبح وهو منتشٍ فرح مستبشر, أدار الهاتف على أولاده مبشرهم بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بإطلاق - عاصفة الحزم - قابلته مساء هذا اليوم وسألته عن حاله وأحواله فقال اليوم يوم العز والفخار وكأنه القائل:
أبا هند لا تعجل علينا
وأنظرنا نخبرك اليقينا
بأنا نورد الرايات بيضا
ونصدرهن حمرا قد روينا
ونشرب إن وردنا الماء صفوا
ويشرب غيرنا كدرا وطينا
عاصفة الحزم، تنطلق بإرادة ملك الحزم، سلمان بن عبد العزيز الذي ما عرفناه إلا حازماً مقداماً واعياً مدركاً شجاعاً, قلت عن هذه الصفة الملازمة للملك سلمان - الحزم - في أكثر من مقالة فكانت إرادة الله أن يراها العالم بأسره في هذه المعركة التي تحتاج إلى الحزم والعزم لتحقق الهدف الأسمى وهو عودة الأمن والاستقرار لليمن الشقيق والقضاء على شرذمة الإرهاب والإفساد والعمالة.
الشعب السعودي كله كما الشيخ (أبو عبد الله) يقف فخوراً مسانداً لقائد الأمة سلمان بن عبد العزيز الذي عبر الشعب عن مشاعره تجاهه في وسم - كلنا سلمان - هذه المشاعر التي ترتكز على مرتكز ديني وطني خالص لا طائفية ولا عدوانية فيه, المملكة عندما تطلق هذه العاصفة التي نالت تأييد العالم بأسره فإنها لم تطلقها عدواناً ولا تعدياً وإنما أطلقتها لحماية شعب شقيق استغاث بها بعد أن تقطعت بهم السبل نهباً وتقتيلاً من قبل عصابة تدين بالولاء التام عقيدة للفقيه الولي الفارسي المجوسي.
الحرب ليست خياراً نحبذه في المملكة العربية السعودية, ولكنه يكون محبباً لأنفسنا كشعب سعودي ما عرف إلا الكرامة والعزة والأنفة, عندما لا ينصاع العدو لنداء السلم ونداء الحق.
عاصفة الحزم أرادها سلمان بن عبد العزيز, عاصفة كرامة أمة, فكان لها ذلك بأن أجمعت الأمة العربية والإسلامية وفي وقت وجيز على دعم هذه الحملة التي أعادت للأمة كرامتها وجعلت الجميع يرفع رأسه كونه من هذه الأمة صاحبت الرسالة الأسمى في هذا العالم.
إن العالم لا يحترم الضعيف، ولا يحترم الخائر الجبان، حتى وإن كانت مصالحه مرتبطة به, لكنه يحترم القوي حتى وإن كانت قوته منطلقها عزة نفس لا قوة مادة.
رحب العالم العربي والإسلامي بهذا التحرك الذي قادته المملكة العربية السعودية وأعلن الجميع التأييد والمناصرة بأي شكل من أشكال الدعم, بل إن الرئيس التركي ذهب إلى ما هو أبعد عندما حذر إيران بأن المملكة العربية السعودية ليست وحدها، مبيناً أن السعودية وتركيا والباكستان تشكل قوة تحدٍ من الغطرسة الإيرانية.
مثل هذا الموقف التركي لم يكن ليكون لولا السياسة والحنكة التي عرف بها الملك سلمان بن عبد العزيز وما قام به خلال الأسابيع الماضية من جهود كبيرة آتت بفضل الله أكلها.
أعود لأقول بأننا في المملكة العربية السعودية دعاة سلم لا دعاة حرب ولكن.. إذا لم يكن إلا الأسنة مركباً.. فما حيلة المضطر إلا ركوبها.
والله المستعان.