سعد الدوسري
خلال الأسبوعين الماضيين، كان هناك ترتيب بين رابطة دوري المحترفين وبين مركز الملك فهد لأورام الأطفال وبين النادي الأهلي، لكي يحقق النجم عمر السومة أمنية أحد الأطفال المنومين بالمركز، بزيارته والسلام عليه والتصوير معه. ولقد كان هناك حماس كبير من قبل إدارة النادي الأهلي ومن اللاعب السومة، لتحقيق هذه الأمنية. ولقد تم الترتيب لهذه الزيارة، أثناء تواجد الفريق في الرياض لملاقاة شقيقه فريق النصر، لولا أن إرادة الله سبقت الجميع، وانتقل الطفل إلى رحمة ربه قبل المباراة بيوم، جعله الله شفيعاً لوالديه وعظم أجرهما بوفاته.
إنَّ خبرتي في مجال دعم أطفال السرطان وغيرهم من مرضى الأمراض المستعصية أو غير المستعصية، تجعلني أحيي اللاعب عمر السومة لاهتمامه بالأمر، كما أحيي إدارة النادي الأهلي لتجاوبها في تحقيق أمنية الفقيد، وأجزم أن هذا واجب حتمي على كل نجوم المجتمع في كافة المجالات، وخاصة في المجال الرياضي الذي يحظى بشعبية طاغية في أوساط الأطفال والشباب، كما هو الحال في أوساط الكبار. ويجب هنا أن نحيي بنفس الدرجة كل نجوم كرة القدم الحريصين على هذه المبادرات الانسانية، والذين يؤدونها بأحاسيس إنسانية، وليس لمجرد الظهور الإعلامي وكسب المزيد من الشهرة والمديح.
نحن بحاجة ماسة لأن نلتفت لمعاناة الآخرين، وأن نخرج من الدوائر الذاتية التي سجنّا فيها أنفسنا. هناك من يحتاج لمجرد لمسة صادقة وحنونة منا: المريض والسجين واليتيم والمتعافي من الإدمان وذو الاحتياجات الخاصة وغيرهم. لنخرج من دوائرنا لدوائرهم.