سعد الدوسري
من الطبيعي أن تختلط الأمور عليك، فلا تعرف أي طريق يجب أن تسلكه. يحدث هذا، حينما تكون المجريات متشابكة، والمعطيات متناقضة، والأفق مغبّر بالاحتمالات الغامضة.
اليوم، هذا هو ما يحدث؛ شريحة واسعة من الشباب لا يعرفون أن يضعوا مرساه رؤيتهم للواقع أو للمستقبل. وسوف لن نلومهم، فلقد غبنا عنهم، وتركناهم لمصيرهم.
رغم ذلك، وحين تشتد الخطوب، تجد هؤلاء الشباب ينهضون. ينزعون عن أعينهم الضباب، ويسلكون كل الطرق باتجاه الوطن الواحد، الوطن الذي منحهم هويتهم. وهناك، لن يدخلهم شكٌّ بأنهم في الموقع الخطأ، فلا أحد يخطئ حينما يستظل بوطنه. لا أحد يخطئ حينما يؤجل كل هواجسه، في سبيل هاجس واحد؛ أن ينجو بوطنه من كل الشرور والأشرار. لا أحد يخطئ عندما يطالب مَنْ حوله بأن يجعلوا الوطن هاجسهم الأوحد. لا أحد يخطئ لما يرتقي فوق خلافاته مع مَنْ هُمْ حوله، في سبيل اتفاقٍ يجمعهم تحت راية واحدة.
ينبغي الاعتراف بأن من يقود ساحة الحوار اليوم، هم الشباب. ومن يؤثر في المجموع العام، هم الشباب. ومن يستطيع أن يغيّر موازين واتجاهات الرأي السائد في هذه الساحات، هم الشباب. ولذلك، فإن الموقف الشبابي تجاه الأزمات التي يمرُّ بها الوطن، مهم وحيوي وفعال. ومن يحاول أن يتجاهل ثقل هذا الموقف، لا يمتلك تقديرات موضوعية للمشهد العام، وعليه أن يعيد حساباته سريعاً، فربما لا يسعفه الوقت لاستغلال الحالة الشبابية الإيجابية، استغلالاً مثمراً.
إن المواقف العائمة والحربائية والتبريرية والانتهازية، تجاه أزمات الوطن، لن تنطلي على الشباب.