فهد بن جليد
أحذر أن تكون أحدهم، دون أن تعلم؟!.
فهم جماعة غير مُنظمة، لا يعرف بعضهم البعض (بشكل مُباشر)، أشبه ما يكونون (بالقطيع) الذي يُدار بعقول غيرهم، يربطهم رباط واحد، وهو (هوس المشاركة)، بالتعليق أو الرتويت في وسائل التواصل الاجتماعي على أي تغريدة أو صورة أو خبر، لمجرد المشاركة فقط، في محاولة (لإثبات الذات) بغض النظر عن نوع المحتوى، أو الأهداف، اعتقاداً منهم أن (كثرة المشاركة) تعني الأهمية، وزيادة عدد المتابعين!.
يمكن أن يكون أعضاء تنظيم (ملاقيف تويتر) طيبون جداً حتى السذاجة، وربما أن (عنفوان الشباب)، والحماسة تقودهم لارتكاب مثل هذه الحماقات التي تؤدي لأضرار ومشاكل كبيرة، وربما تعود عليهم (بالعقاب والاتهام)، فالفتاة القابعة في غرفتها، والتي دخلت على خط (نقاش حاد) بين حسابين الأول يدّعي أنه (لمواطن خليجي) و الآخر يدّعي أنه (لمواطن عربي)، وهي للتو فرغت من (غسيل الصحون) دون أن يكون لديها أي أفكار أو توجه مُريب!
حتماً ستقع ضحية (مؤامرة) غررت بها للمشاركة في هاشتاقات مشبوهة، أو التعليق على تغريدة تحوي (شائعة كاذبة) دون أن تعي خطورة و معنى، أو ضرر إعادة إرسالها، لتضع نفسها على خط المساءلة والملاحقة القانونية، هذه صورة نسائية (للقافة تويتر) الضارة؟!.
ومثلها ذلك (الشاب) الذي يجلس في مقهىً للشيشة، وقد استفزته وسط (الدخان المُتطاير) تغريدة لحساب (غير معروف)، وقام بإعادة (التغريد) فقط لأن (الصورة) التي يحملها الحساب تعني له الكثير، وربما شاركه أصدقاء آخرون، لا يعلمون المحتوى أصلاً، فهم يعززون لكل تغريدة تصدر من (صاحبهم)، الذي لا يعي هو المحتوى أصلاً؟!.
هذا في الأيام العادية، فكيف هو الأمر ونحن نعيش ظروفاً خاصة، يتطلب معها الحذر من إعادة إرسال أي خبر، أو (معلومة أو صورة)، تتعلق بعمليات (عاصفة الحزم) ما لم تكن مُعلنة عبر وسائل الإعلام الرسمية؟ فالكثير من الشائعات والأخبار المغلوطة تنشط في مثل هذه الظروف!.
من الغريب أن تشاهد بعض الحسابات لا يزيد عدد متابعيها عن (100 مُتابع)، بينما تتجاوز (تغريداتها)، الـ 4 الآف تغريدة؟ هل بيننا من يعاني من (اضطراب التغريد) في كل وقت؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.