فهد بن جليد
هل تعامل السعوديين مع (العاملات المنزليات) مُختلف عن بقية خلق الله؟!.
لماذا نعتقد أننا الوحيدون المُتهمون (بالإساءة للخادمات)؟ العالم كله لديه مشكلات متنوعة مع (العاملات المنزليات) ، ولم يحاسب مجتمع بأكمله (بتعميم) مثلما يعاني المجتمع السعودي اليوم!.
عندما ترتكب خادمة لدينا (جريمة) أو تسرق أو تقتل، هل نعاقب الجنسية؟ الإجابة بالتأكيد لا، بل نحاكم (المتهمة) وحدها وفق النظام، ولا تزر وازرة وزر أخرى؟!.
لن نأتي لدول الخليج العربي الشبيهة بنا، فلنأخذ (لبنان) مثالاً، حيث تشكل الخادمة هناك مشكلة اجتماعية، تماماً مثلما هي لدينا، تسجل الشرطة والمخافر هناك محاضر (هروب للخادمات)، انتحار، سرقة، عدم استلام مُرتبات.. الخ من مشكلات العاملات المنزليات - مثل أي بلد آخر - ومع ذلك ما زالت كل الجنسيات تأتي للعمل في لبنان؟!.
وسائل الإعلام تناقش وتنشر قضايا تتعرض لها الخادمة (هونيك)، قد تكون جديدة علينا، وربما أنها تدخل في الحريات أكثر مما نُتهم (نحن)، فمثلاً من القضايا الشائكة المنشورة في الصحف التدخل في شكل الخادمة على طريقة (لا مش ع ذوقها، شعراتها بّدهن ينقصّوا)، (اي بدها تتحجب مش على خاطرها، وبدها تتشهّد لتطهر الأغراض تحت إيدها)، (هيدا بيت فيه قوانين، بدها تلتزم شو منقول غصباً عنها)، (لما نحنا نقول فوتي نامي بّدها تروح، ولمّا نقلها كلي ساعتها بتأكل، ونهايتها خدّامة عنّا)!!.
لا تتوقف المشكلات عند المُعاملة فقط، ولربما كانت النتائج كالتالي: (انتحرت؟ عادي كلّهن هيك مريضين، مدري كيف)؟! ويتم التعامل مع الحادث (كتصرف وقرار) شخصي، اتخذته الخادمة في حين غرّة من معازيبها ولا علاقة لهم بما حدث، ولم يتوقف جلب الخادمات إلى بيروت أو غيرها، بينما (انتحار الخادمة) لدينا يعني جريمة ضغوط نفسية، وانتهاك لحقوقها.. مما يعني توقف الاستقدام؟!.
تعامل أرباب العمل في بيروت مثل الرياض ودبي، ربما تتعرض الخادمة (لسوء مُعاملة)، الفرق أن المجتمع في (الأولى والثالثة) غير معني بالخطأ الفردي، بينما (المجتمع بأكمله) في الثالثة، يُحاسب ومُلزم بالدفاع عن نفسه؟!.
ما هو تفسير (عجز المفاوضات), مع منع قدوم بعض الجنسيات إذاً؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.