سعد الدوسري
اتفقت المنظمات المعنية بالتثقيف الاجتماعي على أن تحدد أياماً في السنة، لتكون عنواناً لتوعية أفراد المجتمع في كل أصقاع العالم. وهذه الفعاليات لا يستنكرها أحد، لأنها لا تمس قيماً ولا معتقداً، كما أنها لا تلزم الأفراد أو الجماعات بشيء؛ مَنْ أراد أن يستفيد، فأهلاً به وسهلاً، ومن لم يرد، فهذا شأنه. وللتذكير، فإن معظم سكان العالم يعانون بنسب متفاوتة من تردي مستوى الالتزام السلوكي بالعديد من العادات التي خصصت لها المنظماتُ التوعوية أياماً من أيام السنة.
وربما يكون شهر مارس من أكثر الشهور ازدحاماً بالأيام العالمية؛ اليوم العالمي للمرأة، اليوم العالمي للدفاع المدني، أسبوع الشجرة، اليوم العالمي للخدمة المدنية، أسبوع النظافة، اليوم العالمي لنبذ التمييز العنصري، اليوم العالمي للمياه، اليوم العالمي للأرصاد الجوية، اليوم العالمي لمكافحة الدرن، اليوم العالمي لمتلازمة داون، اليوم العالمي للشعر، اليوم العالمي للأم.
ولو نأخذ بعض هذه الأيام، ونسأل مؤسساتنا ذات العلاقة:
- ماذا فعلتم لتثقيف شرائح المجتمع المختلفة؟! هل كانت هناك توعية حقيقية بالدفاع المدني أو بالشجرة أو بالخدمة المدنية أو بالنظافة أو بمتلازمة داون أو بالمياه؟!
لا نريد أن تتخذ الشركة الوطنية للمياه (مثلاً) موقفاً من اليوم العالمي للمياه، مثل ما يأخذ الكثيرون موقفاً من اليوم العالمي للأم، على أساس أن أيامنا يجب أن تكون كلها للأم، وأننا لا نحتاج لأحد أن يذكِّرنا بأمهاتنا! ما اختلفنا، دع اليوم العالمي يذكّر مَنْ لا يذكرون أمهاتهم في كندا والسويد وغوانتانامو، وَدَعْ شركة المياه تذكِّرنا بالمحافظة على المياه.