فهد بن جليد
هناك مثل لاتيني جميل يصف الكذب (بالرمل) الذي يبدو (ناعماً) نتمدد عليه، و(ثقيلاً) عندما نحمله؟!
في ثقافتنا (الكاذب) يُنعت أحياناً (بالذيب)، لأنه حقق ما يريد، دون النظر إلى (الطريقة)، وبالمُقابل يُحذر منه ويوصف (بالشلّيخ)، الذي (يكّلكُ)، عندما نتضرر من كذبه، ثقافات شقيقة في عالمنا العربي تصفه (بالفهلوي) و(النّمس) الذي يستطيع (تسّليك) أموره في كل الظروف!.
البعض يعتقد أن الخواجات لا يكذبون، وهم صادقين في تعاملاتهم ما لم يثبت العكس، ولا أعرف من اخترع (كذبة أبريل) إذاً؟!.
بعض (المُغردين) يردون بشكل طريف على دعوات التحذير من التشبه بالكفار وإحياء (الكذب في أبريل) ، بالتساؤل هل (نكذب طوال العام) لنُخالفهم؟!.
لا أعرف من أين يأتي شبابنا بمثل هذه (الردود المُحرجة)؟!
قبل (3 سنوات) تقريباً كتبت هنا، أننا ربما نُمارس (الكذب) طوال العام - دون أن نعلم - فمعظم الأزواج كذب على (زوجته) من أول يوم، عندما استأجر (سيارة فارهة) للزفة، لا تعكس حقيقة الأيام القادمة، بالمقابل هي استخدمت من (الألوان والأصباغ) ما الله به عليم، المُدير في العمل يحاول استغلال (الموظف المُجتهد) بمزيد من الجهد، مع وعود (المُكافأة) التي لا تتحقق، بينما الموظف قد (يبلّف) على المدير بإجازة مرضية (مضروبة)، والطبيب هو الآخر يتحول إلى (شلّيخ) عندما يُصر على الكثير من التحاليل والإشاعات غير الضرورية، وصولاً إلى صاحب البقالة الذي ربما قدم لك (علك) بحجة عدم وجود (قطعة معدنية)!.
في حياتنا ما هو أكثر من (أبريل) دون أن نعلم، فرغم خطورة الكذب، والتحذير من تحول صاحبه إلى الفجور، وأن يكتب عند الله كذابا، ما زال البعض يبرر لنفسه من باب (الذهانة) تارة، ومن باب (صعوبة الحياة) تارة أخرى!.
بات هناك تصنيف وأشكال وألوان، وربما طعم (للكذب) لم يعرفه (المتقدمين) ولا حتى أبناء (العم سام)؟ فلدينا الكذب الأبيض، والكذب الأسود، والقوية، والأرنب.. الخ، نحن من أضاف البهارات والملح، لفنون الكلام؟!.
الله يحللك (يا أبريل) عند شهورنا!.
وعلى دروب الخير نلتقي .