د. عبدالعزيز الجار الله
في كل يوم من أيام حرب عاصفة الحزم -(12) يوماً مضوا- يتكشف لدول الخليج والعرب والغرب أن المملكة لو تأخرت لساعات أو أيام لتحولت اليمن إلى أفغانستان أو سوريا أخرى، ولأصبحت اليمن التجمع الجديد للمنظمات الإرهابية: القاعدة، داعش، حزب الله. أي إعادة انتشار للمنظمات الإرهابية لتتمركز في اليمن ونقل المقاتلين (داعش والقاعدة) من العراق وسوريا إلى اليمن، فقد أدرك العالم أهمية حرب عاصفة الحزم لان إيران كانت تخطط على ثلاثة مستويات: المحلي زيادة سيطرة نفوذها على الخليج، والمستوى الإقليمي زرع المنظمات الإرهابية في اليمن، والدولي السيطرة على الملاحة والتأثير على الاقتصاد الدولي الذي تضررت منه نتيجة الحصار الاقتصادي بسبب المفاعل النووي.
الخليج العربي : بدأ التسليح الإيراني لليمن منذ احتلال أمريكا للعراق عام 2003م، لذا فهمت الشعوب الخليجية بعد عاصفة الحزم أن حجم المخزن من الأسلحة لدى الحوثيين وعند الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ليست للانقلاب الداخلي فقط أنما التحضير لمهاجمة السعودية ودول الخليج .
العالم العربي : تهدف إيران من تحركاتها في اليمن في جعله البلد البديل للعراق وسوريا تتجمع فيه الجماعات الإرهابية، تتواجد على الحدود السعودية والخليجية بجعل اليمن أشبه بجنوب لبنان لا يهدأ من الحرب ولا من الأحزاب الموالية له، وبالتالي نقل المنظمات الإرهابية (القاعدة، داعش، حزب الله، والمنظمات الإسلامية الأخرى) إلى اليمن بدلا من العراق وسوريا وجعل لها موطئ قدم دائم لمحاربة السعودية ودول الخليج العربي ومصر والسودان، وتكون قاعدة خلفية وعمقا استراتيجيا للمنظمات الإرهابية بدلا من أفغانستان.
العالم الغربي: تسعى إيران للسيطرة على الممرات المائية في: باب المندب، مياه البحر الأحمر، مضيق هرمز والملاحة في الخليج العربي، بحر العرب و القرن الإفريقي، التأثير على الملاحة في المحيط الهندي وممرات المحيط الأطلسي، وجر قواعد الإرهاب من شرق آسيا إلى غرب آسيا لتكون قريبة جدا من البحر الأبيض المتوسط عبر امتداده البحر الأحمر والتأثير على النفط السلعة الإستراتيجية.
هذه الحقائق التي تكشفت لم تكن الشعوب في الخليج وبعض القيادات السياسية في الوطن العربي تعرفها حتى بدأت عاصفة الحزم وكشفت الأوراق للعالم عن تسلح الانقلابين ومخططات إيران وكيف أنها كانت جاهزة عسكريا لاجتياح حدودنا وتهديد دول الخليج، فالعاصفة لو تأخرت لأيام كان الوضع العسكري والسياسي والجغرافي مختلفا تماما ولفرضت إيران واقعها وأجندتها على المنطقة.