د. محمد عبدالله العوين
خرجت الفئران مذعورة من جحورها بعد أن دكتها عاصفة الحزم، اندلقت الألسن المسمومة السوداء، وتفجرت الصدور المحمومة المتميزة بالغيظ؛ فأظهرت ما كانت تستره بورقة التوت الصفراء التي تدعي المظلومية والتباكي على «الحسين» وآل البيت -رضي الله عنهم- انطلقت ألسن الفريق الباطني المشترى فاقد الإرادة والإدراك المبرمج على إيقاع الكلمات المرددة منذ مئات السنين التي يتغنى بها في كل موسم مظلومية سنوية ثم أربعينية ثم غيرها مما يتوالى من مناسبات التذكير بقصة متصرمة منقضية لا جدوى من تردادها والنحيب عليها في كل آن إلا بقصد تحقيق غايات وأهداف لمن كانت لهم أيد دنيئة في صنع تلك الأحداث المؤلمة في أمتنا قبل ما يقرب من ألف وأربعمائة عام!
تصايحت الأصوات الرخيصة المشتراة من أقصى الأرض إلى أقصى الأرض تشجب عاصفة الحزم وتتباكى على مصير طائفة «أنصار الله» الحوثية وتنادي بالحوار للحفاظ على الطائفة من الانقراض والفناء؛ بح صوت ولي الله الزاهد العابد الفقير إلى ربه المخلص المجاهد المتبتل «حسن نصر الله» فأخرج عقيرته في خطاب ميت لم يستطع أن يدفع فيه روح الحياة على الرغم من تفانيه في السفسطة والمقارنات وجرد الحسابات وخلط الأوراق ونسج قصص البطولات الموهومة لإيران وأتباع إيران في نصرة الأمة والدفاع عن فلسطين وصمود المقاومة الباسلة ضد أمريكا وإسرائيل، وتصويره الفريق الآخر بالمستسلم الجبان المضيع لحقوق العرب والمسلمين!
ونسي هذا البوق الفارسي الرخيص أنه لا يبعد عن إسرائيل سوى أمتار ولم نر حزبه الطائفي المؤلل بكل أنواع الأسلحة والمدرب على كل فنون القتال يطلق طلقة واحدة على العدو الصهيوني أو يدخل مع مركز حدودي مشترك في حالة اشتباك مسلح؛ لكننا نرى فصائل «حزب الله» تقف بكل البسالة والتفاني والدموية مع نظام بشار؛ فتذبح وتهتك وتدمر وتهجر الشعب السوري، ولم نر أيضا موقفا واحدا من المرجعية الكبرى في طهران يمكن أن يوصف بأنه مواجه وشجاع ينصف الحق العربي الإسلامي في فلسطين، إنه الادعاء الرخيص والتكسب بقضايا الأمة واتخاذها ذريعة للوصول إلى ما يهدم كيان الأمة «العربية» ويمزقها ويشفي صدور «الفرس» الكليمة!
وكما اندلق لسان المولى حسن نصر الله في لبنان خرجت الأفاعي من جحورها؛ فأهرق المولى الآخر المهاجر إلى ديار العم سام «حمزة الحسن» دموع المساكين على الحوثيين ودعا إلى الحوار ووقف العاصفة التي ستقتلعهم عما قريب، وخرج طابور العبيد والموالي من «الطائفيين» في سوريا والعراق والبحرين وغيرها؛ بل لم يكتف بعضهم بالصياح وذرف الدموع على الشاشات فلجأ فريق من الغوغاء إلى حرق سيارات السنة ومطاردة السائحين السعوديين - كما حدث في البحرين - مثلاً!
إذاً من هم الطائفيون وما الذي دفع مسئولين إيرانيين إلى أن يخرجوا ألسنتهم وينددوا بالحملة ويصفونها بأوصاف متجنية ويطالبون بإيقافها؛ كما فعل هاشم رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، أو محمد جواد ظريف وزير الخارجية، أو مرضية أفخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية، أو حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية، أو علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية بالبرلمان الإيراني؟!
ولن أتحدث عن علي يونسي ومزاعمه عن الإمبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد، ولا عن محمد صادق الحسيني والتبجح بهيمنة إيران على أربع عواصم عربية، ولا عن فحيح قناة «العالم» ولا عن تدليس قناة «الميادين» وادعائها المكشوف بالموضوعية والحياد، ولا عن قنوات طائفية أخرى ستنتهي مساحة هذه الزاوية دون أن أصل إلى نهاية عدها؛ شيمتها كلها الردح والتطبيل لإيران والرقص على أفراح تمددها وانتصاراتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن ونفخها الجمر الملتحف بالرماد في البحرين!
ما الذي يدفع كل هذه الطوابير المكلومة إلى الصياح بدءاً من إيران وليس انتهاء بنصر الله على قضية لا ناقة لهم فيها ولا جمل سوى الدافع الباطني الطائفي الفارسي البغيض؟!