محمد بن عيسى الكنعان
نفهم أن لكل دولة في العالم، سواءً كانت مستقرة سياسياً، أو مضطربة أمنياً، الحق في أن تحارب أية جماعة متطرفة، أو تنظيم إرهابي يهدد وجودها ووحدة أراضيها، مهما كان دين هذا الإرهاب أو مذهبه أو هويته، رغم أن الدوائر السياسية والإعلامية العربية ما زالت تسكت عن إرهاب التنظيمات الشيعية في الوقت، الذي تجرّم فيه إرهاب التنظيمات السنية. كما نفهم أن تشترك إيران مع أميركا في دعم الحكومة العراقية بالتعاون مع قوات ما يُسمى الحشد الشيعي لتحرير تكريت (السنية) من تنظيم (داعش) الإرهابي، رغم أن شعارات إيران تقول: (الموت لأميركا)، في مقابل الرؤية الأمريكية لإيران بأنها دولة خارجة على القانون الدولي. نعم نفهم ذلك في إطار زواج المتعة السياسي الذي زفّ الحكومة العراقية الطائفية على الدبابة الأميركية من قم الإيرانية إلى بغداد العربية.
لكن ما لا نفهمه أن تشارك تنظيمات شيعية إرهابية تحت غطاء ما يُسمى (الحشد الشعبي الشيعي) في حملة عسكرية حكومية لتحرير تكريت من تنظيم (داعش) الإرهابي. هذا الحشد الذي شارك تحت تبرير الحكومة العراقية بأنه وطني ويدعم القوات العراقية في حربها على الإرهاب، ليس حشداً شعبياً حقيقياً، بدلالة أنه لا يمثّل كل شرائح الشعب العراقي، إنما من طائفة الشيعة العراقيين فقط، وليتهم الشيعة الوطنيين المعروفين بولائهم للعراق، ويؤمنون بفسيفساء الشعب العراقي، وتنوعها بين سنة عرب وكرد وتركمان واليزيدية، إنما الشيعة العراقيون الموالون لإيران ومشروعها الصفوي، ويعملون وفق توجيهات القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، قائد ما يُسمى (فيلق القدس) التابع للحرس الثوري الإيراني.
ذلك الحشد الشيعي الموصوف زوراً بـ(الحشد الشعبي) لا يختلف من حيث الممارسات الدموية والأعمال الإرهابية عن تنظيم (داعش)، إن لم يكن (النسخة الشيعية) على الطريقة الداعشية، فالمجازر الدموية التي ارتكبها ويرتكبها هذا الحشد الشيعي الداعشي في المناطق السنية، والفظائع المروعة التي تصلنا عبر الصور والمقاطع التلفزيونية، وكشفتها تقارير إعلامية عالمية؛ تبرهن على حجم الحقد، الذي يكنه أولئك الإرهابيون الشيعة العراقيون ذوو الميول الصفوية. لذلك فهم ليسوا الحشد الشعبي الشيعي، بل (الحقد الداعشي الشيعي)، في ظل قيادة الإرهابي سليماني.
فمن يتخيل أن يجتمع مجموعة مقاتلين على صبي لا يتجاوز عمره 14 عاماً فقط لأن اسمه (عمر)، فيتفننون في تعذيبه ثم قتله، حتى اضطر شباب العراق السنة الذين يحملون اسم عمر إلى تغيير أسمائهم؛ حتى لا يقعوا في أيدي عصابات الحقد الشيعي، ومن يتصوّر أن يقوم أحد مقاتلي الحقد الداعشي الشيعي في إحراق رجل سني، ثم الجلوس إلى جوار جسده الملتهب بالنيران للتدفئة. ثم ما دخل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في المعارك التي تجري بالمناطق السنية، حتى يحمل إرهابيو ذلك الحشد لافتات قذرة تطعن في شرف أم المؤمنين، وهم بذلك يحكمون على أنفسهم بالكفر. فضلاً عن نهب بيوت تكريت وإحراقها بمن فيها.
لذلك؛ لن يستقر حال العراق أمنياً وينجلي عنه الإرهاب مهما جيشت إيران من قوات، ومهما قدمت أمريكا من عتاد وأسلحة، ومهما أطلقت الحكومة العراقية من وعود بتحقيق الديمقراطية، ما دامت جرائم الشيعة لا تصنف إرهاباً، وما دام الحقد الداعشي الشيعي يسمى زوراً (الحشد الشعبي) ويشارك بالقتال.
إن العدالة والحقوق تتطلب أن يحارب الإرهاب مهما كان مصدره سنياً أو شيعياً.