ناهد باشطح
فاصلة :
((ليست الأشياء قط كما هي، بل كما تبدو))
- حكمة إسبانية -
من الصعوبة التعامل مع الذين لا يحملون قيم محددة في حياتهم يلتزمون بها لأنهم لن يقرأون مواقفك بشكل صحيح وسوف تبدو لديهم شخص غريب وربما ينعتونك بالمتعنّت أو المعقّد.
تشكيل الأفكار والاقتناع بها كقيم ليس أمرا سهلا لأنه يسيّر حياتنا، إذا أردت أن تتنبأ بسلوك أحد ما فتعرف إلى أفكاره وقيمه أولا.
الإشكالية في الأشخاص الذين لا يتعرفون على قيمهم ولا يدركون أثرها تتمثل في ضياع رؤيتهم لحياتهم ومستقبلهم.
على سبيل المثال الموظف الذي يتغيب عن وظيفته دون إحساس بالمسئولية اختزنت ذاكرته صورا عدة لأب يتغيب عن الوظيفة وأم تنام كثيراً ولا تعمل سواء في البيت أو خارجه، وعندما تسأل هذا الموظف عن غيابه غير المبرر تجده لا يشعر بالخطأ، هو يتصرف حسب قيم اختزنها في طفولته، والعمل لا يشكل لديه قيمة قوية فهو من خلال عبارات الاستهتار الذي حفظها مثل: «العمر يخلص والشغل ما يخلص» تترسخ لديه قيم التكاسل أو التهاون.
السلوك هو ترجمة للقيم فإذا لم تكن تعرف قيمك كيف يمكن أن تعرف إلى أين تمضي بك الحياة؟
مشكلة البعض أنه لا يناقش حتى أفكاره إلى أن تصبح قيما، يرثها لأنها سائدة ويقتنع أنها صحيحة لمجرد استمراريتها، ربما لو فكر قليلا في أفكاره لتغيرت حياته إلى الإيجابية.
من المؤسف ألا تهتم مراكز الدراسات لدينا بإجراء دراسة عن منظومة قيم المجتمع فالقيم ليست ثابتة بل تتغير ومن المهم دراسة تحولات القيم في المجتمع لفهم أكبر لسلوكيات أفراده.
وإلى أن يحدث ذلك فإن البعد عن الذين يعيشون بلا منظومة قيم خاصة بهم يبدون حلا جيدا للمحافظة على استقرارك النفسي حيث يمكن لهؤلاء الناس أن يربكوا من حولهم بعبثية حياتهم وعدم تفهمهم للسلوكيات التي يمارسونها فأن لا تفهم نفسك هي أصعب حالات الضياع.